أكد عدد من رجال الدين الإسلامي والمسيحي والمفكرين أن الشرائع السماوية أقرت التعددية بمختلف صورها وأشكالها, وأن الشريعة الإسلامية بينت للمسلمين وغيرهم أن الحياة تتسع للموافق والمخالف, توطيدا لقيمتي الحوار والتسامح. اللذين يعدان من أرقي الروابط السامية للاجتماع البشري.وتقريبا للأفكار والمسافات ونسج أواصر التعاون والتقارب, ونبذا للتعصب في الرأي وإقصاء الغير. وأوضح الخبراء أن التعددية في المجتمع المصري سوف تؤثر إيجابيا في إعداد الدستور بما يحقق الارتقاء والنهوض بالمستوي الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والسياسي لكل أفراد الشعب دون وضع قيود علي حرية الرأي والتعبير. وطالب الخبراء في أعمال منتدي حوار الثقافات الذي نظمته الهيئة القبطية الإنجيلية الذي اختتم أعماله أمس الأول بمدينة بورسعيد, أعضاء اللجنة التأسيسية للدستور بضرورة أن يكون الدستور الجديد صوتا للمجتمع بجميع فئاته وطوائفه ومعبرا عن مطالب ورغبات الشعب بعيدا عن مصالح السلطة الحاكمة. وناقش المؤتمر علي مدي3 أيام متواصلة رؤية الدين والمجتمع المدني للتعددية ومستقبلها في مصر, وقضايا التشريع والتعددية, وذلك بمشاركة عدد القيادات الإسلامية والمسيحية ومن ابرزهم الشيخ فوزي الزفزاف عضو مجمع البحوث الإسلامية والدكتورة آمنة نصير الأستاذة بجامعة الأزهر والدكتور القس أندريه زكي مدير عام الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية. وقال الدكتور سالم عبد الجليل وكيل أول وزارة الأوقاف لشئون الدعوة في كلمته بالمؤتمر ان هناك إجماعا علي أن الاختلاف يعد من أبرز سمات الوجود الإنساني, و من ابرز سمات الكون من حولنا, ومن سننه, ويفضي إلي التنوع والتناسق, ويثري الحياة الإنسانية ولو أن الناس والأماكن خلقوا علي صورة واحدة,ما احتاج الإنسان أن ينتقل من موقع لآخر, ولسئم العيش لأنه لا يجد جديدا.كما ان الاختلاف من ظواهر الوجود التي أودعت في الكائنات والإنسان, وان التصور الإسلامي للوجود يقوم علي فكرتين أساسيتين هما وحدانية الخالق, وتعددية الخلق واختلاف المخلوق.وعلي هذا الأساس بني الإسلام تصوره وعقيدته عن هذا الوجود..وقد شرع الإسلام التعددية في الخلق,العرقية واللسانية والدينية, والثقافية, يقول الله تعالي: يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم والتعارف يعني, التفاهم, والتعاون, وليس التعادي والتصادم., وقد قرن الله التعددية بآية خلق السماوات والأرض, فقال تعالي: ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم, وان من شأن الاختلاف الطبيعي إثراء الحياة الإنسانية علي كل مستوياتها و لقد جاءت الشرائع السماوية مراعية لذلك فقال سبحانه: لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا. وأكد سالم عبد الجليل أن المنظور الإسلامي يقر التعددية بكل صورها وألوانها ويبين للمسلمين وغير المسلمين أن الحياة تتسع للموافق والمخالف, وذلك توطيدا لقيمتي الحوار والتسامح اللذان يعدان من أرقي الروابط السامية للاجتماع البشري. وتقريبا للأفكار والمسافات ونسج أواصر التعاون والتقارب, ونبذا للتعصب في الرأي وإقصاء الغير. من جانبه أشار الدكتور نور فرحات أستاذ القانون الدولي إلي أن التعددية في المجتمع المصري سوف تؤثر إيجابيا في إعداد الدستور بما يحقق الارتقاء والنهوض بالمستوي الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والسياسي لكل أفراد الشعب دون وضع قيود علي حرية الرأي والتعبير في المؤسسات الصحفية والإعلامية وعدم تطبيق الاتجاه السائد بين أعضاء الجمعية التأسيسية فيما يتعلق بإلغاء التشريعات السابقة علي الدستور الجديد أو مراجعتها والعمل علي إنهاء السباق المحموم بين أعضاء جمعية الدستور والقضاء لوقف محاولة كل منهما تحديد شرعية الجمعية التأسيسية.