اختتمت قمة حركة عدم الانحياز في طهران أعمالها بتعهد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بالحفاظ علي السلام العالمي. وقال نجاد في خطابه الختامي كرئيس لقمة حركة عدم الانحياز إن الرسالة السياسية المهمة التي تريد الحركة أن ترسلها إلي المجتمع الدولي هي رسالة صداقة وسلام, وأنها علي استعداد للتعامل مع التحديات العالمية. وأضاف أن كل الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز اتفقوا علي أن هناك حاجة لإدارة عالمية جديدة تقوم علي أساس الحرية والعدالة والصداقة علي أن يكون هدفها النهائي هو تحقيق السلام العالمي المستقر. ووافقت القمة علي البيان الختامي الذي يتضمن دعم فلسطين وإطلاق سراح الأسري الفلسطينيين ومكافحة التمييز ورفض العقوبات أحادية الجانب وانتخاب فنزويلا كرئيس قادم لقمة حركة عدم الانحياز المزمع انعقادها في.2015 وعبر أعضاء الحركة أيضا عن دعمهم لحق إيران في سعيها لامتلاك برنامج نووي سلمي. وفي الوقت نفسه, تواصلت أصداء خطاب الرئيس محمد مرسي في القمة الذي انتقد فيه النظام السوري وطالب كذلك برحيل بشار الأسد. واعتبرت مجلة إيكونوميست البريطانية أن الملامح الأولي لسياسات مرسي الخارجية تكشف عن رغبة لدي الإدارة الجديدة المنتخبة في تبديد المخاوف والقلاقل في الداخل من خلال الابتعاد عن مواقف الإدارات السالفة التي رأي فيها معظم المصريين خضوعا للولايات المتحدة وإساءة لمكانة بلادهم المرموقة. واستدلت المجلة علي ذلك الطرح بالإشارة إلي أنه بدلا من أن تكون واشنطن هي محطة مرسي الأولي خلال أولي جولاته خارج إطار منطقة الشرق الأوسط, وقع اختيار الرئيس الجديد علي كل من الصين وإيران لتكونا أولي محطاته خلال تلك الجولة. علي صعيد آخر, رأت المجلة البريطانية أنه علي الرغم من أن زيارة مرسي إلي إيران كانت محل وموضع جدل داخلي وخارجي واسع, كونه أول رئيس مصري يزور طهران منذ أكثر من ثلاثة عقود توترت فيها العلاقات بين الجانبين, بالرغم من أن هناك أسبابا عملية ومنطقية تكمن وراء زيارة الرئيس المصري إلي طهران. وفي غضون ذلك, ذكرت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية أن حضور مرسي للقمة أظهره في صورة جريئة, خاصة بعد انتقاده النظام السوري, وأشارت إلي أن مرسي في ظهوره الأول علي الساحة الدولية صنع أكبر انطلاقة له في الداخل, وأن مؤيديه وبعض معارضيه وضعوه قائدا جديدا للعرب يتحدث بالحقيقة وهو في السلطة. وأكدت أن دراما خطاب مرسي في طهران دعمت سلطاته من عضو بجماعة الإخوان المسلمين إلي أول رئيس منتخب بحرية في تاريخ مصر, موضحة أن خطابه يشير إلي صور ذهنية جديدة للرئيس المصري وضع بذورها بنفسه كقائد قوي يتحدث بصوت شعبه الذي اختاره, وأيضا بصوت شعوب المنطقة. وأضافت أنه بالنسبة للإسلاميين أصبح بطلا سنيا ضد الشيعة, علي حد تعبير الوكالة.واعتبرت الوكالة الأمريكية أنه حتي واشنطن امتدحت الرئيس المصري بالرغم من أنه كان من المتوقع أن تغضب من زيارته لطهران. وفي إطار متصل, ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن رغبة إيران في دعم وضعها الدولي من خلال استضافة قمة حركة عدم الانحياز اصطدمت بالتقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية. ونقلت الوكالة عن دينا اسفندياري المحللة بالعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في بريطانيا قولها إنه علي الرغم من ذلك مكنت القمة طهران من إظهار أنه ما زال لديها أصدقاء وشركاء تجاريون بالرغم من الجهود الغربية لعزلها. وأشار مارك هيبس محلل القضايا النووية في معهد كارنيجي للسلام إلي أن توقيت القمة الدولية يصنع كل الفرق, وأن قمة طهران واحدة من هذه المناسبات.