سعدت هذا الأسبوع بدعوتى لحضور الأسبوع الثقافى الكويتى، والذى حضره وزراء المالية والهجرة والنقل والتعاون الدولى، كما حضر لفيف من رجال الأعمال المصريين والكويتيين والإعلاميين والفنانين.. هذا الزخم الذى شاهدته من جميع أطياف المجتمع المصرى يؤكد عمق العلاقات المصرية الكويتية، حيث شاركت أكثر من 80 جهة كويتية ومصرية تمثل القطاعين العام والخاص وعدد من الشركات الكويتية المصرية المشتركة، والبنوك والجهات الإعلامية، ووكالات الأنباء المصرية والعربية. يكتسب هذا الأسبوع أهمية خاصة في ظل التعاون الإستراتيجي والحيوي بين دولة الكويت وجمهورية مصر العربية، في إطار العلاقات التاريخية القوية التي تجمع بين البلدين على المستويين الرسمي والشعبي، ولإلقاء الضوء على التطور الكبير الذي وصلت إليه المؤسسات والهيئات الكويتية، وعلى نمو الحركة الاقتصادية، ما يسهم بشكل كبير في تسليط الضوء على الإنجازات الكويتية في مختلف المجالات. وهذا الأسبوع يعد حدثا اقتصاديا ضخما يجمع بين كبار المستثمرين الكويتين وكبار رجال الأعمال المصريين. تاريخيا بدأت علاقات البلدين على المستوى الشعبي قبل أن تبدأ على المستوى الرسمي منذ أوائل القرن التاسع عشر، حينما انخرط طلاب العلم الكويتيون، الذين جاءوا للدراسة فى أروقة الأزهر، وكليات الجامعة الأهلية فى الحياة المصرية، وعادوا لنشر العلم فى الكويت، أما العلاقات السياسية الأولى بين الدولتين فبدأت بالتواكب مع الحراك السياسي والشعبى في مصر عام 1919 حينما زار ولى العهد فى ذلك الوقت الشيخ أحمد الجابر القاهرة، والتقى السلطان حسين كامل ملك مصر وقتها، بعد الحرب العالمية الأولى، وأجروا مباحثات ثنائية معا، كما زار وزير المعارف الكويتي الشيخ عبدالله الجابر الصباح القاهرة فى العام 1953 واستقبله في المطار كل من اللواء محمد نجيب في المطار والبكباشي جمال عبد الناصر. كما كان لمصر دور قوى فى تحرير الكويت بعد غزو العراق كما أن هناك عدد من الشهداء المصريين الذين سقطوا أثناء حرب الكويت.. لذا فإنه لا مجال للتأمر على هذه العلاقات، مصر والكويت بينهما تراث طويل من العلاقات الطيبة، ومن ثم لا مجال للتاّمر عليها لأنها أرسخ من أن تهتز بفعل الرياح مهما كانت عاصفة. كما لا يستطيع أحد إنكار دور المكتب الكويتى للمشروعات الخيرية بالقاهرة برئاسة إسماعيل الكندرى ودوره فى بناء المساجد والمعاهد الأزهرية والمستشفيات وبخاصة دوره التنموى فى ريف وصعيد مصر وفى دعم الأيتام وتكريم المتفوقين من حفظة القرآن الكريم. يجب أن تكون العلاقات بين مختلف الدول العربية على هذا المنوال قوية وصامدة وصالبة ضد أى تحديات ومخاطر تواجهها وبهذا تقهر أى مؤامرات للوقيعة بين أبناء الدول العربية. وأخيرا نتذكرما قالة جورج واشنطن نريد أن نبنى دولة قانون لا دولة أشخاص وأن يكون القانون هو الحاكم والفيصل بيننا. [email protected] لمزيد من مقالات د.سامية أبو النصر