أعتقد أن مارك زوكربيرج، مؤسس فيسبوك، الذي قرب بين الناس وأصبح منصة دولية لعرض الأفكار لم يكن يتخيل على الإطلاق أن هذا الاختراع العبقري سيكون المدمر لحياة الكثير من الأسر على مستوى دول العالم، بعد أن عز التواصل المباشر بين أفراد الأسرة الواحدة، وسجلت المحاكم مئات الآلاف من حالات الطلاق من جراء وسائل التواصل الاجتماعي. في إيطاليا مثلا تسبب الفيسبوك في 40% من حالات الطلاق وفقا لصحيفة الاندبندنت البريطانية وجمعية محاميى الزواج الإيطاليين، كما ثبت أن ثلث حالات الطلاق في بريطانيا سببها موقع فيسبوك وذلك وفقا لدراسة أجراها الموقع البريطاني "ديفورس أون لاين" منذ عدة سنوات. فبعد أن ارتفعت معدلات الطلاق بشكل مخيف في الدول الأعلى استخداما للفيسبوك بدأ علماء النفس والأكاديميين ينصحون الأزواج بغلق حساباتهم على جميع مواقع التواصل، إذا كانوا يرغبون حقا في البقاء على شركاء حياتهم. وأبطال قصتنا اليوم من مصر هما أشرف وندى، تزوجا بعد قصة قوية تخللتها مشاكل ودموع، لكنها انتهت بانتصارات وأفراح، هكذا بدأت ندى حكايتها ولكنها صمتت قليلا ورأيت في عينها نظرة حزن وأسى، ثم استطردت وهي تحاول جاهدة إخفاء دموعها التي خذلتها "بعد زواجنا بعام انقلب حال زوجى أشرف الذي كنت أعشقه إلى أبعد الحدود رأسا على عقب، وأخذ يقضي يومه كله على الفيسبوك حتى وهو في العمل، ومرة "فتحت موبايلة وهو نايم شفت العجب، بيعرف أكثر من عشرين واحدة وصور غريبة ومش هقدر أقول أكثر من كدة".. النتيجة أن ندى لم تتحمل وعندما واجهته لم ينكر وقال لها: "دول ستات على الفيسبوك بس!، طلبت منه التوقف عن ذلك ولكنه استمر، وكانت النتيجة أنه قام بعمل "بلوك" لها هي حتى لا تشاهد حبيباته!. طلبت الطلاق منه فرفض، فتوجهت إلى محام أخبرها أن إثيات الخيانة الزوجية عبر مواقع التواصل الاجتماعي هو شيئ بالغ الصعوبة ولا يوجد نص في القانون يجرم ذلك الفعل، وقال لها إن هذا الاختراع أصبح سببا رئيسيا لحالات طلاق كثيرة في مصر، لم تجد ندى أمامها غير الخلع والتنازل عن كل حقوقها للخلاص من هذا الزوج الخائن. والغريب أن زوجها أرسل إليها هذه الكلمات نادما "ندى حبيبتي سامحيني فالشيطان لا يرسم لنا خارطة طريق للانحراف، ولكنه فقط يغوينا بخطواته فنتبعه فرحين، وعندما خسرتك وأنت الحب الوحيد في حياتي قال لى أنا منك بريئ .. أشرف". لمزيد من مقالات جيلان الجمل