يأتى الصباحُ بلا ضوءٍ يطمئننا إلى الحياةِ ولا قولٍ يعزينا عمن فقدنا من أحبتنا: ضاعوا بلا نبأٍ عن عودةٍ من ظلام البحرِ يشفينا. ها نحن فى الميناء ساعتُنا دهرٌ، يتامى دونما سكنٍ الماءُ للملاحِ مسكنُه ومطلبُه. لم يبق لى ها هنا حبٌ يعوضني عن الملاحةِ فى موجٍ أغالبه. لم يبق إلا فتاةٌ صرتُ أزهدها. مسكينةٌ ذبلت مثلى، وإن جمعت بينى وبين فتاة الأمسِ رابطةٌ من الوفاءِ تراخت، هدها الزمنُ. تقول: «زرنا، لماذا صرتَ تهجرنا»؟ لأننى ضائعٌ فى الأرضِ، ممتهنُ. علت السفينةَ فى المرسى طحالبُه والبحرُ يدعو ولكن دونه وهنٌ أصاب عزمى، وموجٌ صرتُ أرهبه.