شهدت الإسكندرية هذا الأسبوع معجزة طبية بكل المقاييس تحتاج أن يتم تسليط الضوء عليها ، فقد نجح فريق طبى من مستشفى الاسكندرية الجامعى فى إنقاذ حياة شاب دخل المستشفى غارقاً فى دمائه بعد شجار نجم عنه طعنة فى القلب وكان الشاب راقداً بين الحياة و الموت ، وعلى الفور تم إجراء الفحوصات الأولية له ، فتبين أن الطعنة وصلت للقلب وتسببت فى جرح بعضلة القلب و المريض فقد أغلب دمائه و نسبه انقاذ الحالة لا تزيد على عشرة بالمائة . وبدلاً من أن يتخاذل الأطباء اتخذوا القرار الصعب وأدخلوا المريض غرفة العمليات فى عملية أشبه بالمعجزة استمرت لمدة 3 ساعات لخياطة القلب ، وبالفعل نجحت الجراحة وخرج المريض الى غرفة الرعاية المركزة ووقف الإطباء يتنفسون الصعداء ويمسحون دماء المريض التى انفجرت كالنافورة على وجوههم وملابسهم ويتبادلون التهانى مع طاقم التمريض والمسئولين عن المستشفى فقد أثبتوا للعالم كله أن الطب مازال بخير فى مصر وأن الطبيب المصرى «إيده وقلبه يتلفوا فى حرير» . وفى نفس السياق شهدت المدينة حكاية أخرى أبطالها أطباء وممرضون رفضوا مغادرة المستشفى الذى يعملون به منذ سنوات وهو مستشفى «دار إسماعيل للولادة» بمنطقة كرموز والانتقال الى مستشفى آخر لاستكمال مسيرتهم الطبية لخدمة أبناء الإسكندرية بحجة أن “ دار إسماعيل “ مبناها القديم آيل للسقوط وأن المبنى الجديد لا يتحمل ضغط العمل وكمية المرضى وأنه لا يوجد به مصعد لخدمة الحوامل ، فما كان من الأطباء إلا أن جمعوا وبالجهود الذاتية المبلغ اللازم لإقامة المصعد وجمعوا التوقيعات لرفض ترك مكانهم الأصلى والابتعاد عن أهلهم ومن تعودوا خدمتهم ووجدوا حلولاً لكل المشاكل التى تعترض مستشفاهم .. بقى فقط أن يستمع المسئولون لهم . ومن هنا أدعو كل المسئولين عن الطب فى بلادى لاحتضان كل الأطباء الشرفاء الذين يبغون خدمة أهلهم وذويهم بدون مقابل ومازالوا يحملون قلوباً نقية ومازالت بوصلتهم سليمة ( وهم كُثر ) ، وأدعو للتعاون معهم والاستماع لمطالبهم وتكريمهم وتسليط الضوء عليهم وامتداح أعمالهم فنحن فى أشد الحاجة الى بث الطاقة الإيجابية وروح الأمل وإعلاء قيمة العمل والشرف . وفى النهاية سلاما على أطباء بلادى فى كل مكان من الإسكندرية وحتى السلوم ومن القاهرة حتى أسوان . [email protected] لمزيد من مقالات أمل الجيار