فى الأزمات الكبرى التى تمر بها الأوطان والدول تخضع النخب السياسية والاقتصادية والثقافية لاختبارات صعبة.. وتمتحن فيها وطنيتها ومدى اخلاصها وولائها للوطن وليس لطرف خارجى أو حتى لمصالح خاصة ضيقة ويتعين على النخب الحاكمة أو الفاعلة والمؤثرة فى المشهد أن تبرهن على حبها وولائها للوطن أولا وثانيا وثالثا.. حتى يكتب له الله الخروج من المأزق أو الأزمة التى يمر بها. ولا يخفى على أحد الوضع الصعب الذى تتعرض له الجارة الشقيقة ليبيا وشعبها العريق من حالة عدم استقرار سياسى وانفلات أمني، وانقسام النخب الحاكمة ما بين شرق ليبيا وغربها وتصادم ولاءات تلك النخب ما بين القوى الإقليمية والدولية، وهو الأمر الذى لا يصب فى اتجاه حل الأزمة الليبية وإنما يطيل أمدها وتزداد معه معاناة الليبيين وكل ذلك يشكل فى نهاية الأمر عبئا استراتيجيا وأمنيا على مصر التى لا تدخر أى جهد من أجل استقرار وأمن ليبيا. والكلمة الفصل فى حل الأزمة الليبية هى ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسى بحكمة بالغة فى أثناء انعقاد القمة المصغرة فى مدينة باليرمو الإيطالية لبحث الأزمة الليبية من أن أى تسوية شاملة للأزمة لابد أن يقودها وينفذها الليبيون أنفسهم مطالبا جميع الأطراف الليبية بالالتقاء على كلمة سواء، وجعل مصلحة بلادهم فوق أى مصلحة أخرى أو اعتبارات سياسية أو أيديولوجية أو قبلية. لمزيد من مقالات ◀ رأى الأهرام