بمشاركة 100 متسابق من 60 دولة أقيم مؤتمر الجدران المتساقطة خلال الأسبوع الماضى ببرلين. بتمثيل مصرى وعربى كبير من شباب الباحثين الذين تم اختيارهم من خلال المسابقات المحلية التى تمت خلال العام الحالى بين أكثر من 3000 متسابق على مستوى العالم، وحصل الطبيب المصرى احمد غازى الأستاذ بجامعة روشستر الأمريكية على المركز الأول بابتكار أسلوب يساعد الجراحين على تنفيذ العمليات الدقيقة بشكل عملى على نموذج مصنع لجسم المريض. وكان غازى قد تخرج فى كلية طب جامعة عين شمس عام 1994 ، ثم التحق ببعض المنح الدراسية بفرنسا والنمسا وأخيرا الولاياتالمتحدة ليدرس جراحات الروبوت المتقدمة جدا، وكانت أكبر مشكلة تصادفه كجراح للكلى هو تدريب الأطباء على العمليات الدقيقة، وكيف يمكن أن يتم هذا التدريب على نماذج تشبه جسم الإنسان، واستطاع بعد ثلاث سنوات من الأبحاث بالتعاون مع أحد المتخصصين فى الهندسة الطبية أن يصنع نماذج لأجزاء من جسم الإنسان بمادة الهيدروجيل (وهو خليط كيميائى للبوليمار يحتفظ بالماء وأكثر نعومة من السليكون) واستطاع النواب والجراحون أن يتدربوا عليها. سجل غازى وزميله براءة اختراع بالولاياتالمتحدةالأمريكية لهذا الابتكار العلمى ولكن القفزة العلمية الحقيقية بدأت عندما قرر الطبيب المصرى أن يطور من استخدام اختراعه بشكل مبهر ويقول: جاءنى أحد المرضى بورم ضخم فى الكلى 10 سم وكانت المجازفة كبيرة بإجراء الجراحة من دون المجازفة بالكلى، ولكن فجأة جاءتنى تلك الفكرة :لماذا لا نصمم نموذجا مخصوصا لهذا المريض بالهيدروجيل ونجرى عليه الجراحة ونرى النتائج ونتعرف على المشكلات التى قد تواجهنا فى أثنائها؟ وبالفعل تم تصوير المريض وتصميم نصف جسده تقريبا بالطابعة ثلاثية الأبعاد وبنفس مقاسات أعضاء جسده الداخلية تماما بمادة الهيدروجيل. وبدأنا ننفذ العملية على النموذج واستطعنا أن نحسب بالضبط كل احتمالات الجراحة والنزف، وكان القرار بتنفيذ العملية بشكل معين للمريض لإزالة الورم والاحتفاظ بالكلى، ونجحت الجراحة بالفعل. نجاح تلك الجراحة دفع المستشفى لتبنى هذا الأسلوب فى جراحات الكلى والكبد والاتجاه لتنفيذها فى جراحات القلب، خاصة ان التكنولوجيا المستخدمة زهيدة التكلفة لا تتعدى50 دولارا للنموذج. ويتمنى د. أحمد نقل خبرته وعقد عدد من ورش العمل فى كليات الطب المصرية. مضادات حيوية من قاع البحر الأحمر بهدف الوصول إلى مضادات حيوية جديدة منتجة من الطبيعة عملت الباحثة المصرية ليلى زيكو بالتعاون مع فريق عمل من الجامعة الأمريكية على استنباط مستخلصات لها تأثير مضاد للبكتيريا من الحمض النووى لبكتيريا أخرى نادرة تعيش فى أعماق البحر الأحمر، وبهذا المشروع تأهلت زيكو للمشاركة فى المسابقة الدولية ببرلين، وهو البحث الذى أثار فضول الكثير من الباحثين المشاركين بالمؤتمر، وتقول زيكو: زادت مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية فى الفترة الأخيرة بشكل كبير لأسباب عديدة منها الاستخدام العشوائى لها مما زاد من عملية إنتاج المضادات الحيوية المصنعة بالكامل فى المعمل، وهو ما دفعنا للعودة مرة أخرى إلى الطبيعة والبحث عن المضادات الحيوية التى تنتجها البكتيريا فى الطبيعة، واستطاع فريق العمل أن يتوصل لتلك النتيجة من خلال التجارب التى تمت على نوع نادر من البكتيريا التى تعيش تحت ظروف طبيعية قاسية، حيث تم جمع تلك العينات خلال مشروع بحثى آخر عمل على جمع عينات من أعماق البحر الأحمر فى مياه شديدة الملوحة ودرجات حرارة عالية، وتضيف:تم إجراء الأبحاث على نحو 10 آلاف عينة فى المعمل واستطاعت المستخلصات أن تقضى فى بعض العينات على خلايا سرطانية ومازالت الأبحاث مستمرة والنتائج التى توصلنا إليها تبشر بإمكانية استنباط مضادات حيوية جديدة منتجة من الطبيعة، ولكن هذه الأبحاث تحتاج لتمويل كبير حتى تستمر جامعة قناة السويس تنافس بمشروع بحثى يدمج بين الطب والذكاء الاصطناعى نافست هدى يسرى المدرسة فى كلية الطب بجامعة قناة السويس 24 شركة ناشئة من جميع أنحاء العالم داخل مؤتمر الجدران المتساقطة، ويهدف مشروعها البحثى إلى تصميم خريطة جينية لأمراض أورام المخ وإنشاء قاعدة بيانات للمرضى لتتيح لهم باستخدام الذكاء الاصطناعى الحصول على العلاج الأنسب وحساب نسبة واحتمال عودة المرض، وكذلك احتمالات الإصابات العائلية. وكانت بداية مشروع «Medpredict» من خلال برنامج إنوفيت إيجيبت التابع لصندوق «العلوم والتكنولوجيا» والذى يهدف لتأسيس شركات ناشئة داخل الجامعات قائمة على البحث العلمى، وتم اختيار 19 فريقا بحثيا على مستوى الجمهورية، وتقول د. هدى يسرى: تم اختيار فريقنا كأفضل فريق بحثى وهو مكون من متخصص فى الحاسبات والمعلومات وإدارة الأعمال والطب، وتم تدريبنا وتوصيلنا بأوساط المستثمرين سواء داخل مصر أو خارجها ونعمل الآن على النموذج الأولى لقاعدة البيانات الخاصة بجمع المعلومات عن المرضى وتاريخهم المرضى ونتوقع عند انتهاء المشروع وإنشاء قاعدة البيانات أن نسوق منتجنا النهائى فى مصر والشرق الأوسط نتيجة للتشابه الجينى بيننا، وعن المشاركة فى مؤتمر الجدران المتساقطة تقول: تقدمنا مثل المئات غيرنا من الشركات الناشئة وتم اختيارنا مع 24 شركة فقط على مستوى العالم للمشاركة واستطعنا من خلاله أن نتعرف على شركات أخرى تمارس أنشطة قد نستفيد من تبادل الخبرات معها، ومن ناحية أخرى تقول د.ماجدة هجرس نائبة رئيس جامعة قناة السويس إن أحد أهداف الجامعة لعام 2030 هو ربط البحث العلمى بالسوق لذا تتبنى الجامعة فكرة الاستثمار فى الابتكار وتدفع طلاب الدراسات العليا للبحث عن الأفكار الجديدة والتى يمكن أن تتحول لشركة ناشئة.