لا أخفى إعجابى بشخصية الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وبالذات قدرته على إعادة بعث روسيا القوية بعد عصر التفكك والفساد والتحلل الذى عاشته زمن الرئيس يلتسن، وبداية أنبه من شاء أن يتنبه أن روسيا اليوم بلد يختلف عن الاتحاد السوفيتى اقتصاديا وسياسيا على الكلية والتفصيل، ومن ثم لا معنى للهواجس التى تدور فى أذهان البعض حين تبدر بعض آراء إعجاب بهذا النظام الذى يحكم روسيا.. نهايته.. ضمن التجديدات التى شهدتها روسيا الجديدة إطلاق عيد «للوحدة الوطنية» (حلت ذكراه منذ أيام) يحتفل بالتوافق والاندماج الذى تشهده روسيا بكل طوائفها وأعراقها حين تواجه أخطارا تستوجب الوحدة.. وأظننا فى مصر نحتاج إلى محاكاة روسيا فى الاحتفال بعيد الوحدة الوطنية بعد أن تعددت الدلائل التى تشير إلى أن وحدتنا الوطنية هى قيمة مستهدفة من قوى التطرف والإرهاب وكتائب المتآمرين على وطننا، وبخاصة أن الخطر الذى يواجه كلا من مصر وروسيا واحد، سواء إرهاب الشيشان فى روسيا أو الإرهاب متعدد الجنسيات فى داعش وغيرها من الجماعات التى خرجت من معطف جماعة الإخوان الإجرامية وقسم كبير بالمناسبة من إرهاب داعش جاء من الشيشان الروسية.. المهم فى هذا الإطار أن الاحتفال بعيد للوحدة الوطنية سوف يعيد تلقين شعبنا (بمختلف أجياله) ثقافة التعدد والتنوع والاختلاف، التى طال زمان الإطاحة بها وحصارها ونفيها لعقود خُرجت فيها البنية الثقافية والاجتماعية والأخلاقية التحتية لهذا الوطن وقدمت لنا منتجا (بفتح التاء) بشريا متخلفا ويعادى الوطنية، وهو المسئول الأول عن أحداث مقيتة تشهدها مصر من وقت إلى آخر، وتهدد مشروع النهضة السياسى والاقتصادى والاجتماعى الذى تشهده البلاد الآن. أنا لا أقول إن (عيد الوحدة الوطنية) إذا تم إطلاقه فى مصر سوف يصلح الأحوال على الفور ولكنه سيسهم قطعا فى خلق (وعى جديد) يسود فى هذا البلد ويقيله من مستنقع تجاهل أننا نعيش فى وطن متعدد الثقافات وأن أول خطواتنا لكى نصبح أمة مقاومة لثقافة الإرهاب هى أن نعترف بالتنوع وأن ننبذ روح الواحدية والاستئثار بالوطن واحتكاره. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع