لم تقوض الحروب والأزمات الواحدة تلو الأخري من عزيمتها، ولم تمنعها من خوض معركتها، وها هي بدأت تجني ثمار جهودها. إنها «إلهان عمر» (36 عاما) التي فرت من الحرب الأهلية في بلدها الأصلي الصومال عندما كانت طفلة، وعانت محنة اللجوء بكل تفاصيلها المؤلمة، قبل أن تتمكن من دخول التاريخ كأول امرأة محجبة، وواحدة من أوائل المسلمات بالكونجرس الأمريكي. وليس ذلك فقط، بل فازت النائبة - من الحزب الديمقراطي- بنسبة مرتفعة عن منافستها الجمهورية، جنيفر زيلنسكي، تعدت 78% من الأصوات، بمقعد في مجلس النواب، عن ولاية مينيسوتا، خلال انتخابات التجديد النصفي. وهي ثانى امرأة مسلمة في الكونجرس بعد الأمريكية من أصول فلسطينية رشيدة طليب، والتي فازت قبلها بساعات. وقبل عامين كانت «إلهان» أول أمريكية من أصل صومالي تفوز بمقعد في مجلس تشريعي للولاية في الليلة نفسها التي فاز فيها ترامب بالرئاسة بعد حملة دعا فيها إلي منع كل المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة. ولدت إلهان في العاصمة الصومالية مقديشو، في أكتوبر عام 1981، وهي أصغر اخوتها البالغ عددهم 7. وتوفيت والدتها وهي صغيرة، فتولي والدها وجدها تربيتها، وهي الآن متزوجة وأم لثلاثة أطفال. وإثر اندلاع الحرب الأهلية في الصومال عام 1991، فرت مع عائلتها وهي في العاشرة من عمرها إلي مخيمات اللجوء في كينيا، ثم في 1995 هاجرت مع عائلتها إلي الولاياتالمتحدة. وبدأ اهتمامها بالسياسة عندما كانت في ال14، وعملت مترجمة لجدها في المؤتمرات المحلية وهي في تلك السن. كما حازت، في 2011، علي درجة البكالوريوس في العلوم السياسية، وأخري في الدراسات الدولية، من جامعة نورث داكوتا. ولم تسلم إلهان من اعتداءات الكراهية والإسلاموفوبيا باعتبارها مسلمة، حيث تعرضت للضرب من قبل مجموعة من الأشخاص في تجمع حزبي عام 2014. وواجهت اتهامات عنصرية بسبب إسلامها حيث اتهمتها إحدي الصحفيات من اليمين المتطرف بصلتها ب «الإرهابيين المسلمين». وأكدت: «عندما يسألني الناس عمن هو أكبر منافس لي، لا أذكر أسماء، بل أقول لهم إنها الإسلاموفوبيا والعنصرية وكراهية الأجانب وكره النساء، لا يمكننا السماح لحاملي هذه الأفكار بالفوز».