يطلق الإعلام الأمريكى على الدورة الحالية لانتخابات التجديد النصفى بالكونجرس عدة ألقاب منها انتخابات الموجة الوردية وعام حكم المرأة للإشارة إلى حجم المشاركة النسائية غير المسبوقة، 80% منهن مرشحات عن الحزب الديمقراطي، للمنافسة على مناصب حكام الولايات وعضوية الكونجرس بمجلسيه. موجة الكونجرس الوردية تعد ذروة ظاهرة تشهدها أمريكا منذ عامين مع تولى الرئيس دونالد ترامب الحكم، حيث سجل ترشح النساء ومنافستهن وسعيهن لتولى مناصب تنفيذية فى مختلف أنحاء البلاد بزيادة 60% مقارنة ب 2016. وتم استخدام تعبير «الموجة الوردية» للمرة الأولى عام 1992، عندما تمكنت 12 سيدة دفعة واحدة من الفوز بمقاعد فى الكونجرس. وخلال هذه الدورة، شكلت النساء نحو 25% من الترشيحات بالمقارنة مع16%خلال دورتى التجديد النصفى السابقتين. والمسألة ليست عددية فحسب، بل كيفية أيضا بسعى المرشحات إلى الانتصار لما يعرف بسياسة الأقليات لدعم الفئات المهمشة سياسيا. فعن ولاية ميشيجان، تترشح رشيدة طاليب كأول سياسية مسلمة للفوز بعضوية الكونجرس. وعن ولاية كانساس، تترشح شاريزى دافيدز كأول سياسية تنتمى لسكان أمريكا الأصليين. وتعد هذه الموجة امتدادا لحركة الاحتجاج النسائية التى انطلقت فور أداء ترامب اليمين الدستورية عندما خرجت مظاهرات مناوئة له، وكانت حركة مسيرة النساء منظما ومشاركا أساسيا فى المسيرات التى ضمت أكثر من 3ملايين شخص. وبعد مرور عامين على تولى ترامب، تزايد التوجه المعارض لشخصه وسياساته بين نساء أمريكا، فقد كشف استطلاع حديث للرأى عن أن 65% من النساء عبر التيارات السياسية المختلفة يقيمن ترامب سلبيا، مع زيادة هذه النسبة بين الديمقراطيات. وهو ما يرجع إلى الفضائح التى ارتبطت بترامب ورجاله ونجاحهم فى الإفلات بجرائمهم ضد المرأة. المسألة أيضا شخصية، فالمرشحات تحديدا على الجناح الديمقراطى يجدن ضرورة فى الرد عبر مجلسى الكونجرس ومناصب الحكام على هزيمة المرشحة الرئاسية هيلارى كلينتون. كما أن سيدات الموجة الزهرية يشمرن عن سواعدهن؛ لإثارة قضايا أساسية لم تنل اهتمام ترامب مثل الرعاية الصحية ومكافحة الجريمة وحيازة السلاح.