* الرئيس: 30 مليون مصرى قالوا «لا للفاشية والتمييز الدينى» سأطالب العالم من شرم الشيخ بالاعتراف بجرائم «داعش»
* نماذج مضيئة من دول العالم تستعرض تجاربها الناجحة * فيلم تسجيلى حول تلاقى الثقافات والحضارات على أرض مصر
أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى مساء أمس إشارة بدء فاعليات النسخة الثانية من منتدى شباب العالم بمدينة شرم الشيخ، فى حضور 5 آلاف مشارك، متوجها بالتحية والتقدير لجميع المشاركين فى المنتدى من مختلف دول العالم. وقال الرئيس فى كلمة الافتتاح: «بسم الله الرحمن الرحيم، وباسم الله الذى يعبد فى كل قلوب البشر، وباسم الإنسانية التى هى ممر الله المستودع فى قلوبنا، ومن أجل بناء جسور الأمل يعبر بها شباب هذا العالم نحو السلام والتنمية والإبداع، ومن أجل عالم مفعم بالأمل والجمال، ومن أجل الحلم الأعظم لإنسانية بلا صراعات أو نزاعات، وعالم بلا فقر أو جهل أو مرض، من هنا من أرض السلام والمحبة والتاريخ، من شرم الشيخ، أعلن افتتاح منتدى شباب العالم». كما أكد الرئيس خلال كلمته الافتتاحية، موجها حديثه للناشطة الإيزيدية نادية مراد، أن أول توصية سيتم تقديمها فى ختام المنتدى، هى مطالبة العالم بالاعتراف بالجرائم التى ارتكبها «داعش» والجماعات المتطرفة فى مختلف دول العالم، قائلا: «سأطالب من هنا من مصر، العالم بالاعتراف بالجريمة التى ارتكبها «داعش» وكل التنظيمات المتطرفة فى العالم». وأشار إلى أن الشعب المصرى رفض التطرف والتمييز والعنصرية، وتحرك 30 مليون مصرى ومصرية، شاب وشابة، مسن وسيدة وأطفال، كى يقولوا لا للتمييز والفاشية والتمييز الدينى. حضر حفل افتتاح المنتدى الرئيس الفلسطينى محمود عباس، والدكتور سلطان بن محمد القاسمى حاكم الشارقة، وعدد من كبار المسئولين والشخصيات فى عدد من دول العالم. الرئيس السيسى يتوسط الضيوف من أنحاء العالم واستهل حفل افتتاح منتدى شباب العالم بالتعريف بالأعمدة السبعة للشخصية المصرية، التى قدمها المهندس هانى ميلاد حنا، نجل الدكتور ميلاد حنا، مؤلف كتاب الأعمدة السبعة، حيث قدم شرحا حول تشكيل ثقافة ميلاد حنا وتكون وجدانه بحى شبرا، واختلاطه فى شبابه بحضارة البحر المتوسط. وأضاف المهندس هانى أن والده بعد أن حصل على بكالوريوس الهندسة سافر فى بعثة إلى اسكوتلاندا، وبدأ فى تطوير أفكاره لتجمع شخصيته الأعمدة السبعة للشخصية المصرية. وأشار إلى أن والده كان يؤمن بأهمية التعددية الدينية، فضلا عن أهمية التقريب بين الشرق والغرب، موجها التحية لإدارة منتدى شباب العالم، موضحا أن المنتدى يمثل رسالة لشباب العالم والشعوب الإقليمية المجاورة بأهمية الحوار وتلاقى الثقافات والحضارات. وشهد الحفل فيلما تسجيليا تحت عنوان «نقطة تلاقى» للممثلة ريم مصطفى، تناول طبيعة الحياة التى التى يعيشها مختلف شعوب العالم، كما تناول اختلاف الثقافات داخل الدولة الواحدة مثل مصر على سبيل المثال. واستعرض الفيلم تاريخ الحضارة المصرية، خاصة فى شبه جزيرة سيناء، وما تزخر به من أماكن مقدسة، فضلا عن حياة المصريين فى هذه المنطقة التى تربط بين قارة آسيا وإفريقيا بما لها من طبيعة مختلفة. وانتقل الفيلم لاستعراض ثقافة المصريين فى النوبة وعاداتهم وتقاليدهم واختلاف اللهجات بينهم، كما استعرض تاريخ الحضارة المصرية والمعابد الفرعونية القديمة والأهرامات وما تكنه من أسرار لا متناهية عن الحضارة المصرية القديمة، فضلا عن اللغة الأمازيغية التى كان يتحدث بها المصريون القدماء. كما عرض الفيلم شرحا تفصيليا عن مجمع الأديان فى مصر القديمة وما يجمعه المكان من رموز لمختلف الأديان اليهودية والمسيحية والإسلامية. واستعرض الفيلم أيضا ما تجمعه مدينة الإسكندرية من حضارات جنوب المتوسط، خاصة الحضارة اليونانية والأرمينية، وتناول أمثلة لمواطنين مصريين من أصول يونانية وأرمينية. وخلال الحفل، استعرض عدد من النماذج الشبابية المضيئة من مختلف دول العالم تجارب نجاحهم. من جانبها، تقدمت جياثا ويكراماناياكى، المبعوث الخاص للأمم المتحدة المعنية بالشباب، بالشكر لتنظيم المنتدى، لتقديم الحلول لمختلف التحديات التى تواجه دول العالم. وأضافت أن أهداف المنتدى لم تبتعد كثيرا عن أهداف الأممالمتحدة، التى تبحث طوال الوقت عن حلول لجميع التحديات التى تواجه العالم، معربة عن إعجابها الشديد بأجندة المنتدى التى تتضمن جلسات حول مختلف المجالات. وأشارت إلى أن آخر جيل فى العصر الحديث يجتمع حاليا فى مصر ليبحث عن مستقبله، ويعبر عن طموحه وآماله بالنيابة عن ملايين شباب العالم. الرئيس يرحب بضيوف المنتدى كما تحدثت عن حقوق المرأة فى العالم، والتحديات التى تواجه المرأة فى مختلف دول العالم بمختلف ثقافاتها. وأكدت أنه للوصول إلى السلام لابد من التركيز على الحلول وليس المشكلات، وعلى المبدعين وليس مسببى المشاكل، وعلى اليوم وليس غدا. وأشارت إلى أن السكرتير العام للأمم المتحدة أطلق إستراتيجية الشباب 2030 التى تستهدف تحقيق آمال وطموحات الشباب وتوفر لهم مستقبلا أفضل. كما تحدث خلال الحفل محمد خيرت، شاب مصرى يقطن بأستراليا ويعد أحد النماذج المضيئة، حيث اختارته مجلة «فوربس» العالمية بفضل تأسيسه منظمة «شوارع مصرية» التى تقود تغيير طرق التواصل بين مختلف الحضارات والثقافات. وأشار خيرت إلى أن موقع المنظمة يحقق 500 ألف مشاهدة شهريا، ويصل كل منشور فى الموقع لما يقرب من 1.2 مليون زائر. كما تحدثت الناشطة الإيزيدية نادية مراد، التى استهلت حديثها بإدانة الهجوم الإرهابى الذى تسبب فى قتل عدد من المصريين الأقباط بمحافظة المنيا، مشيرة إلى أن الملايين يعانون الإرهاب والتطرف فى مختلف دول العالم. وأضافت أن المنطقة العربية باتت تعانى انتشار الإرهاب والفكر المتطرف، مطالبة بأهمية إعطاء الفتيات دورا فعليا للتغيير. وأشارت نادية إلى أنه بدون العمل على زرع ثقافة التسامح ومحاسبة المجرمين والمتطرفين، سيظل الإرهاب ينتشر، والذى يعد السبب الرئيسى للأزمات التى تمر بها المنطقة، خاصة فى سوريا وليبيا واليمن. وقالت إن جماعة «داعش» قامت بأبشع الجرائم، خاصة ضد الإيزيديين، مشيرة إلى أن أكثر من 6 آلاف امراة وطفل إيزيديين أصبحوا سبايا فى القرن الحادى والعشرين، وتعرضوا للتعذيب وأبشع الجرائم الوحشية على أيدى «داعش». وأشارت إلى أنها تتذكر طوال الوقت كلمة أكدها لها الرئيس عبدالفتاح السيسى وهى: «الشر لا يمكن أن ينتصر»، مشيرة إلى أنها ستظل تتذكر تلك الجملة كمنهج لها فى الحياة. وطالبت دول العالم بالاعتراف بجرائم الجماعات الإرهابية التى ترتكبها فى حق شعوب المنطقة، مشيرة إلى أن الاعتراف يمثل خطوة تجاه مواجهة هذه الجماعات المتطرفة. كما تحدث أيضا زوندوا مانديلا، حفيد رئيس جنوب إفريقيا الراحل نيلسون مانديلا، حيث أكد أن المنتدى يمثل فرصة كبيرة للتحدث، ومناقشة كيفية جعل العالم مكانا أفضل، مشيرا إلى أن المنتدى يمثل أيضا فرصة للتواصل لتغيير العالم. وطالب جميع الشباب الحاضرين فى المنتدى بالتعبير عن آمالهم والتحدث عن مستقبلهم كى يحدث تغيير للأفضل. واستعرض تاريخ الرئيس الراحل نيلسون مانديلا وجهوده التى بذلها لتحقيق الحرية لبلاده وتغييرمستقبلها، مشيرا إلى أنه قدم العديد من الحلول التى كانت سببا فى تحقيق التطور والتنمية لبلاده. وأشار إلى أن نيسلون مانديلا واجه العديد من التحديات فى أثناء سعيه لتحقيق حلمه، وكان أبرز ما ركز عليه لتحقيق طموحاته بالنسبة لبلاده هو تطوير التعليم. وشهد الحفل عرضا لأغنية «من كل مكان» التى قدمها عدد من الشباب العربى والأجنبى، ولاقت تفاعلا كبيرا من الحضور المشار ك فى الاحتفال.