خيم الحزن الشديد على قرية منية المرشد التابعة لمركز مطوبس بكفر الشيخ بعد فقد 3 عمال وأحد الشباب من أبناء القرية غرقا ببيارة محطة الصرف الصحى بالقرية خلال قيامهم بتسليك المواسير باستخدام غاز الميثال، مما أدى الى إصابتهم بحالة إغماء داخل البيارة ليشفطهم شفاط البيارة الى اعماقها ليلقوا حتفهم. بداية يقول ربيع اليمانى شقيق العامل الغريق حسن اليمنى وهو فى حالة بكاء هستيرى على رحيل شقيقه، إن حسن رحمه الله كان يعمل بنظام السركى منذ فترة طويلة بالمحطة وغير معين بها ولديه 4 أولاد وتوفى وتركهم دون أى مصدر رزق آخر، وكان يعمل بنظام اليومية بعد انتهائه من العمل بالمحطة لتوفير مصاريف أسرته خاصة أن أكبر أولادة يبلغ من العمر 13 عاما فقط، وكان يقيم مع أسرته فى القرية بمنزل بالإيجار وكان ينفق على والده الكبير فى السن والمريض. وقال أحمد وائل جابر رزق نجل المواطن الذى لقى مصرعه داخل البيارة مع عمال الصرف بعد أن حاول إنقاذهم وهو يبكى رحيل والده بشدة وغير مصدق وفاته حتى الآن إن والده لم يكن يعمل بالمحطة مثل باقى العمال وأنه كان معه قبل وفاته ب 5 دقائق فقط وأبلغه بأنه سيتوجه الى المدرسة لإحضار شقيقته الصغرى وكان يسير بالقرب من المحطة فسمع إستغاثة من البئر وعندما توجه الى مصدر الصوت شاهد العمال الثلاثة غرقى داخل البئر فحاول إنقاذهم الا أنه مات معهم، مشيرا الى أنه سمع فى مكبرات الصوت الخاصة بمسجد القرية غرق عمال بمحطة الصرف وطلب النجدة من الأهالى فتوجه مع الأهالى الى المحطة ولم يكن يدرى أن والده الذى تركه منذ 5 دقائق فقط سيكون أحد الضحايا فى المحطة بعد محاولته إنقاذ العمال الثلاثة من الغرق بداخلها. فى حين قالت شقيقة وائل ان شقيقها لم يكن من ضمن عمال المحطة ولكن شهامته هى التى أدت الى وفاته بعد أن حاول إنقاذ عمال المحطة الغرقى و التى شهدت وفاة 3 عمال سابقين على مدى السنوات السابقة، وأنها تطالب بتوفير وظيفة مناسبة لزوجة شقيقها الراحل حتى تستطيع الإنفاق على أسرته . وأكد عدد من أهالى القرية أن هذه البيارة ليس بها أى وسائل حماية أو أمان وقد سبق ومات بسببها 3 عمال من قبل، ورغم ذلك فمسئولو المحطة يتركون العمال العاديين وليس الفنيين المتخصصين للنزول اليها لتسليكها باستخدام غاز الميثال الذى يسبب الخنق داخل البيارة لعدم وجود أكسجين بها وكذلك وجود شفاط كبير داخل البئر وهو ماسبب وفاة الأربعة داخل البيارة. وأكد محمود عاطف مرسى العامل الوحيد الناجى من حادث بيارة الموت الرئيسية بمحطة الصرف بقرية منية المرشد أن زملاءه العمال من ضحايا الحادث وهم أحمد الجناينى وحسن حسن اليمنى وحسن حسن المنشلينى كانوا يقومون بتنظيف مواسير الصرف فى محطة المركز، وكانوا يستخدمون غاز الميثال، ما أدى إلى اختناق أحمد الجنايني، فسقط بالقرب من ماكينة الشفط، فنزل زميلاه فى محاولة منهما لسحبه، إلا أنهما لم يكونا على إدراك بأنه لا يوجد أوكسجين فى البيارة وأنهما سيصابان بالاختناق بمجرد هبوطهما بداخلها. وقد تولت النيابة العامة بمركز مطوبس تحت إشراف المحامى العام الأول لنيابات كفر الشيخ الكلية التحقيقات المكثفة فى الحادث للوقوف على أسبابه، وصرحت بدفن جثث الضحايا، وتم دفن الجثامين الأربعة بمقابر أسرهم بقرية منية المرشد وعزبة عمر المجاورة لها وسط حالة من الحزن الشديد على الضحايا الأربع. وقد كلف المحافظ الدكتور إسماعيل عبدالحميد طه، اللواء عصام رصاص رئيس مركز ومدينة مطوبس، بمتابعة الإجراءات حتى تم تشييع جثامين شهداء حادث بيارة الموت بقرية منية المرشد بمركز مطوبس، وأصدر قراراً بإحالة جميع المسئولين عن الحادث الى التحقيق، وقرر صرف 30 ألف جنيه لأسرة كل ضحية من الضحايا الأربع فى الحادث وكذلك صرف مساعدة عاجلة للعامل المصاب.