«شاهد على تاريخ مصر منذ العصر المملوكي، تحول من مسجد إلى قلعة إبان الاحتلال الفرنسي، ثم حوله محمد على باشا إلى مصنع للصابون، واستخدمه جنود الاحتلال الإنجليزي كمذبح».. إنه مسجد الظاهر بيبرس الذى يعد واحدا من اكبر مساجد القاهرة أنشأه السلطان المملوكى الظاهر بيبرس فى الفترة من 665 - 667 ه ( 1266 - 1268م)، وجدده السلطان المملوكى جمقمق سنة 842 ه (1438م)، ومكانه بميدان الظاهر بالعباسية ويتبع منطقة آثار شمال القاهرة. بدأ مشروع ترميمه عام 2007 بالتعاون مع دولة كازاخستان إلا انه توقف لأسباب كثيرة، والآن يجرى استكماله، ومن المنتظر ان تنتهى عملية الترميم خلال عام ونصف العام، حيث قام الدكتور خالد العنانى وزير الآثار بتفقد إجراءات الترميم يوم الثلاثاء الماضي. وقال العنانى إن الوزارة ستعمل على إنجاز المشروع بالصورة التى تليق بالقيمة التاريخية والدينية والفنية والسياسية للمسجد مع الحفاظ على الطابع الاثرى والمعمارى له. وأشار الى انه منذ توليه الوزارة قابل سفير كازاخستان بالقاهرة اكثر من مرة للعمل على تذليل العقبات والمشاكل التى قابلت المشروع و فعلا خلال العام والنصف الماضية تم حل جميع العقبات واستؤنفت الأعمال بالمشروع كما تم الاتفاق على فروق الأسعار نظرا لتغير سعر الصرف. وأوضح محمد عبدالعزيز مدير عام مشروع القاهرة التاريخية ان إجمالى قيمة التعاقدات بمشروع الترميم حوالى 76 مليون جنيه، وقد خصصت دولة كازاخستان منحة قدرها 4.5 مليون دولار للمساهمة فى المشروع وقتها، إلا ان العمل توقف بالجامع فى 2011 بسبب مشاكل فنية فى أعمال الترميم، واستخدام الطوب الوردى غير المطابق للمواصفات الفنية والأثرية. وأضاف عبدالعزيز انه تم استئناف العمل به مرة أخري فى بداية عام 2016، بعد أن تم اعتماد اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية استخدام الطوب الطفلى فى أعمال الترميم، ثم توقف العمل مرة أخرى بعد أشهر قليلة من بدء الأعمال بعد ان تقدمت الشركة المنفذة لأعمال الترميم بعدة طلبات لإعادة التوازن المالى والاقتصادى لمقايسة الأعمال نظراً لتغير سعر الصرف وارتفاع الأسعار وطلبت تعديل الأسعار التعاقدية طبقاً لسعر السوق الحالي، مشيرا إلى أن هذا التوقف دعا السلطة المختصة متمثلة فى الوزير لنقل تبعية المشروع من قطاع المشروعات لإدارة القاهرة التاريخية والتى تسلمت جميع مستندات العملية فى أواخر عام 2017. واوضح عبدالعزيز انه تم عرض الموضوع على مجلس الوزراء الذى قام بتشكيل لجنة من وزارتى الآثار والإسكان وهيئة الخدمات الحكومية لدراسة الأسعار التعاقدية والنظر فى إعادة التوازن المالى للمشروع، كما تم عقد عدة جلسات مع الشركة المنفذة لتعديل الأسعار التعاقدية واعادة التوازن المالى والاقتصادى للمشروع طبقا لسعر السوق الحالي. واشار الى ان اللجنة أنهت أعمالها وعرضت تقريرها على مجلس الوزراء بالاسعار الجديدة والتى تخطت مقايسة الأعمال فيها مبلغ 100 مليون جنيه . ولفت الى ان الدكتور خالد العنانى وزير الآثار كان قد التقى وزير التنمية المحلية الكازاخستاني، وسفير كازاخستان بالقاهرة ومسئولا من وزارة الأوقاف الكازاخستانية، بداية الشهر الجاري، وتم خلال هذا اللقاء بحث آليات العمل المشترك مع الجانب الكازاخستانى فى أعمال ترميم وإعادة إعمار المسجد.