مما لاشك فيه أن الاهتمام بالبحث العلمى والتقنى ورعاية المبتكرين والموهوبين فى مصر قد تنامى مما شجع طلاب كليات الهندسة بمختلف الجامعات المصرية على ابتكار نماذج أولية لسيارات كهربائية تكون بديلا، فى يوم من الايام عن السيارات التى تسير بالوقود باعتبارها اكثر أمانا وصديقة للبيئة وتمكنا من القضاء على ازمة الوقود الذى ارتفعت اسعاره بشكل مضاعف. وفى هذا الإطار أعدت أكاديمية البحث العلمى مسابقة «رالى القاهرة الأول للسيارات الكهربائية»، بين طلاب كليات الهندسة فى مختلف الجامعات الحكومية حيث فاز بالمركز الأول فى المسابقة فريق كلية الهندسة جامعة عين شمس وحصل على جائزة الابتكار . فى البداية يقول مصطفى أشرف مصطفى كمال طالب بالفرقة النهائية بكلية الهندسة جامعة عين شمس وأحد أعضاء الفريق الفائز بالجائزة إن نموذج السيارة الكهربائية الأولى الذى قاموا بابتكاره شارك فيه 12 طالبا من مختلف التخصصات بالكلية (ميكانيكا، كهرباء، سيارات ،...) مشيرا إلى أنهم تلقوا دعما ماديا كاملا من الجامعه بالاضافه إلى أكاديمية البحث العلمى فى أثناء تصنيع السيارة . وأضاف مصطفى ان هذا السباق هو تحفيز للطلاب على البحث وابتكار مثل هذا النوع من السيارات وهذه النماذج ليست الشكل النهائى للسيارة، ولكن معظم الفرق قامت بإنتاج نموذج سيارة متكامل وملتزم بالمواصفات التى حددتها الأكاديمية، كما أن الهدف الثانى من المسابقة هو التطبيق العملى حيث إن معظم الأقسام المشاركة درست تصنيع هذه السيارات نظريا فقط، لكن الدخول فى مثل هذه المسابقات يسمح بالتطبيق مما يصقل المهارات ويمنح الخبرات للطلاب. وعن وجود مثل هذا النوع من السيارات فى السوق المصرية يوضح مصطفى أن هذا يحتاج إلى مجهود كبير وانشاء بنية تحتية ضخمة وإعداد محطات كهربائية لشحن مثل هذا النوع من السيارات فى مختلف الأماكن والمحافظات وتضافر جهود مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة بالإضافة للاستعانة بخبرات الدول التى لها الريادة فى هذا التخصص . من جهته أوضح الدكتور ماجد غنيم مدير مركز الابتكار بالجامعة أن المسابقة تكونت من 4 مراحل الأولى للسيارة الأقل استهلاكا للطاقة، ثم سباق السرعة لمسافة 100 متر فقط، والثالث للأوتوكروس أما الرابع فهو لقياس مدى التحمل لمسافة 25 كيلو مترا . ومن جامعة الإسكندرية أكد الطالب حمدى محمد حمدى بكلية الهندسة وقائد الفريق الذى صمم السيارة أن الفريق مكون من 10 طلاب من اقسام الميكانيكا والكهرباء والاتصالات وغيرها وأنهم أسهموا فى تمويل النموذج بجانب الجامعة واستغرق تنفيذ السياره 4 أشهر . ويوضح حمدى أن السيارة الكهربائية لها مميزات وعيوب، وأهم مميزاتها من وجهة نظره أن سرعتها بطيئة مما سيقلل من وقوع الحوادث، وصديقة للبيئة وتوفر استهلاك الطاقة، اما عيوبها فتتمثل فى ضرورة شحن البطارية باستمرار حيث إنها تسير بحد أقصى 200 كيلو فقط وتحتاج إلى الشحن مرة اخرى وبالتالى فهى تناسب التجوال داخل المدينة الواحدة، بالاضافة إلى أن عملية شحنها مرة أخرى تحتاج إلى وقت طويل يصل فى الشحنة الواحدة إلى 7 ساعات.