سألتها المذيعة آخر حاجة أختم معاكي بيها.. شايفة باباكي إزاي؟.. هاجر: مش راجل! حتى لا نندهش لنعرف ما حكاية هذا الأب، وما الذي أوصل ابنته إلى هذه الدرجة.. الحكاية بدأت عندما سافر الأب للعمل في بلد عربي ولم يكن يرسل لهم شيئا، فخرجت الأم لمعترك الحياة من أجل بناتها وعندما كانت تطلب المال كان يجيبها "مفيش فلوس الحالة صعبة قوى"، ولكن تبين أن كلامه كله كذب، فقد علمت أنه يعمل سائقا في إحدى شركات النقل ويكسب من عمله!، تحملت وحدها مشقة العيش من أجل بناتها وكانت تراه مرة أو مرتين في السنة. كلما جاء كان يكلفها أعباء ومصاريف، وإذا لم يجد معها كان يسبها بأفظع الشتائم ويضربها ضربا مبرحا أمام بناته، اللاتى كن ينلن جانبا من الضرب!. مرت السنين وكبرت البنات وهي صابرة حتى تقدم عريس على قد حاله لابنتها الصغري فزوجتها له، أما هاجر فكانت ترفض كل من يتقدم لها خوفا أن تلقى نفس مصير أمها، فقد أصبحوا فرجة للشارع كله في المنطقة التي يعيشون بها. وفجأة يعود الأب نهائيا إلى مصر، بعد أن استغنت عنه الشركة، وكان مكبلا بالديون ولا يكاد يملك في جيبه عشرة جنيهات، فتتكفل زوحته الأصيلة بكل مصاريفه وتعوله تماما من جنيهاتها القليلة، التي تكسبها من العمل في البيوت برغم كل ما فعله بها. حاولت هاجر في تلك الفترة التقرب من والدها، ظنا منها أنه عاد منكسرا، ولكنه للأسف، كان يطلب منها المال لشراء المخدرات، ويلف السجائر أمامها ويحدثها عن مغامراته النسائية. سألتها المذيعة: هو وحش كده علشان المخدرات؟ ردت هاجر: "لأ علشان التربية.. هو مترباش صح علشان كده بيشرب، كنت أتمنى أب راجل بصحيح". وتكمل هاجر: في يوم طلب منى أن أزورة بعد أن وجد عملا، وقرر أن يعيش وحده، ذهبت إليه وقلبي يحدثني أنه يدبر لنا شيئا فلم يأت من ورائه خيرا أبدا وهناك عرفت، فقد أتى لى بعريس "معاه قرشين" وطلب مني أن أتفق معه على المهر والشبكة هل تتخيل؟، بينما هو جالس في الشرفة يدخن سيجارته!، لقد وجدت نفسي مع هذا الغريب وحدي، فلم أستحسن الوضع أبدا، خرجت مسرعة وقررت ألا أري وجهه أبدا أقصد أبي طبعا!. سألتها المذيعة: بتحلمى بإيه يا هاجر؟ ردت: نفسى أفتح محل طرح وملابس، ده كان مجال شغلي علشان أقدر أساعد أمي وأترحم من البهدلة. المذيعة: القناه هتحقق لك الحلم ده، أنت فعلا إنسانة مكافحة.. أما أبوكي يا هاجر فسيبيه لله. لمزيد من مقالات جيلان الجمل