تحتوي أقوال كثير من المفكرين والفلاسفة على قدر هائل من المحفزات والخبرات التي يستطيع المرء بها، التحكم في حياته، وجلب السعادة لنفسه، والآخرين؛ لا سيما أنها تتفق مع صحيح العقل والنقل في معتقداتنا. وقد ورد حديث لم يثبت مرفوعًا، إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، بل أجمع علماء الحديث على تضعيفه، إلا أن معناه يصح، وتشهد له آيات القرآن، ومنها قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ". (المائدة:8). أما الحديث فهو: "الحكمة ضالة المؤمن، فحيثُ وجدها فهو أحق بها"، وفي رواية: "أنَّى وجدها أخذ بها"، وفي رواية ثالثة: "الكلمة الحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها جذبها". الشيخ الألباني حكم على هذا الحديث بأنه "ضعيف جدًا"، إلا أن العلماء أجمعوا على أنه يتفق مع نصوص الشريعة، التي تدعو للاستفادة من الحِكم التي ينطق بها الآخرون، بصرف النظر عن قائلها، وموقفنا من شخصيته. إن المسلم يأخذ الحكمة من أي وعاء خرجت منه، وعلى أي لسان ظهرت به، والأمر هكذا، أسوق، في السطور التالية، باقة من الحكم والأقوال المأثورةتي صدرت عن شخصيات تاريخية أثرت في البشرية، علما بأن بعضها صار كالنجم السائر، من كثرة ترديده، على الألسنة. والبداية من أهمية التحلي بالدقة والإتقان. يقول أفلاطون: "قليل من العلم، مع العمل به، أنفع من كثير من العلم مع قلة العمل به"، ويضيف أفلاطون: "لا تطلب سرعة العمل بل تجويده، لأن الناس لا يسألونك في كم فرغت منه بل ينظرون إلى إتقانه، وجودة صنعه". ويقول زينوفون: "السرعة مطلوبة، لكن الدقة هي كل شيء"، ويؤكد غاندي ثانية أن: "جودة أعمالنا هي ما ترضي الله، وليس كميتها"، في حين فيقول إبراهام لينكولن: "لا يضيع شيء ذو قيمة إذا صرفنا الوقت الكافي في إتقانه". وانتقالَا إلى كيفية تغيير النفس والعالم، يقول غاندي: "كُن أنت التغيير الذي تُريد أن تراه في هذا العالم"، ويقول المخترع البريطاني جراهام بل: "لا تمشْ أبداً على الطريق المرسوم لأنه يقودك إلى حيث ذهب الآخرون". بينما يقول الأديب العالمي أندريه جيد: "لتكن وفيا لما يوجد بداخلك أنت فقط، فأنت بذلك تجعل من نفسك شخصاً لا غنى عنه"، وترى هيلين كيلر أن: "أفضل طريق للخروج من شيء يكون من خلال الشيء نفسه"، وفي مواجهة الحياة، والتعلم من الفشل، يقول توماس أديسون: "لن أقول إني فشلت ألف مرة، ولكني اكتشفت أن هناك ألف طريقة تؤدي إلى الفشل"، ويقول أفلاطون: "كن لطيفاً، لأن كل شخص تقابله يقاتل بشراسة في معركة ما". أما السعادة فيقول عنها ويليام فيذر: "الكثير من الناس يضيعون نصيبهم من السعادة؛ ليس لأنهم لم يجدوها، ولكن لأنهم لم يتوقفوا للاستمتاع بها"، بينما يقول تشارلز كينجزلي: "اجعلها عادة كل ليلة: ألا تنام إلا إذا استطعت أن تجعل شخصًا واحدًا ممن قابلتَ ذلك اليوم: أحكم، أو أسعد، أو أفضل". وحول الشرف والعبقرية، يقول الفيلسوف الألماني أرتور شوبنهاور: "الشرف لا يجب أن يُكتسب، بل يجب فقط ألا يُفقد"، ويضيف: "المهارة تصيب هدفا لا يمكن لأحد أن يصيبه، أما العبقرية فتصيب هدفا لا يمكن لأحد أن يراه". وفيما يتعلق بالابتسامة، يقول وليام شكسبير: "إذا ابتسم المهزوم فقد المنتصر لذة النصر"، بينما يقول الزمخشري: "ابتسامك لقبيح أدل على مروءتك من إعجابك بجميل"، وعن المرأة، يقول أديسون: "لا شيء في الوجود يرفع قدر المرأة مثل العفة". أما في المجال السياسي، فيرسم الحقوقي الأمريكي مالكوم إكس (1925 - 1965)، طريق النضال الناجح؛ فيقول: "تعلمت باكراً أن الحق لا يُعطى لمن يسكت عنه، وأن على المرء أن يحدث بعض الضجيج حتى يحصل على ما يريد". [email protected] لمزيد من مقالات عبدالرحمن سعد