لسنا مع هؤلاء الذين ينادون رجال الأعمال بالتوقف عن اقامة المهرجانات الفنية، والفعاليات الثقافية، والمسابقات الأدبية وتوجيه ميزانية هذا النشاط الى العمل الخيرى فقط من باب أن هذا العمل الثقافى هو مجرد رفاهة، لايسد جوع الفقراء! ونرى أن هذه النظرية تتعامل مع قضايا الثقافة والوعى وانتاج فن راق يعلى من شأن الذوق العام للمواطن فقراءه وأغنياءه وكأنها مجرد سفه وأنها تُغلق باب البحث عن حلول أخرى لمواجهة الفقر بالوعى، والجهل والإرهاب بالتنوير والجنوح إلى التطرف والإرهاب، باستيعاب الطاقات الكامنة لديهم!. إن سد جوع الفقراء وتنمية المناطق الفقيرة وتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين أمر عظيم، وأن رجال الأعمال الذين يقومون بهذا يستحقون الإشادة، لكن الاقتصار على هذا الدور ينتقص من أهمية دعمهم مجالات الثقافة والوعى وتربية النشء وتنمية المواهب، بما لها من اهمية أعظم ليصبح الانسان فى هذه المناطق أكثر وعياً وعقلانية وسماحة!. مصر تحتاج من رجال الأعمال القيام بهذه المهمة التى نراها وطنية للغاية لدعم قضايا الثقافة والوعى ومحاربة جهل الأفكار، وإرهاب العقول، ومواجهة الأمية وغيرها من القضايا التى تنخر فى جسد مجتمعنا، فى وقت تركز فيها الدولة الآن أكثر على قضايا الاقتصاد، والتنمية، والبنية التحتية. وقيام رجال الأعمال بهذا الدور يأتى من باب المسئولية الاجتماعية لهم ولمؤسساتهم ومعهم المؤسسات الكبيرة الخاصة، صاحبة القدرة المالية، وأن يواكب هذا أيضاً رعاية منهم لمؤسسات المجتمع المدنى الثقافية الجادة ولاتستطيع الدولة أن تقدم لها الدعم الكافى. الاهتمام بالفقراء لايكون فقط فى المأكل والملبس والمشرب، لكنه أيضاً فى محو أميتهم الثقافية، وتوسعة وعيهم واستيعاب طاقاتهم ومواهبهم..فهل يعى رجال الأعمال المصريون هذا ويساعدون الدولة فى حل هذه المهمة الصعبة؟. لمزيد من مقالات حسين الزناتى