خلال عرض بمناسبة ذكرى بدء الحرب العراقيةالإيرانية التى دارت بين عامى 1980 و1988، فتح مسلحون النار على قوات الحرس الثورى المشاركين فى العرض بإقليم الأحواز بجنوب غرب البلاد، مما أسفر عن مقتل 24 شخصا، نصفهم من القوات الإيرانية، وإصابة 60 آخرين، فى أسوأ هجوم يستهدف هذه القوات. وكان الهجوم يستهدف المسئولين الإيرانيين الذين حضروا العرض العسكري، ولكن كانت المنصة حائلا ضد المهاجمين، مما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا المدنيين الذين كانوا بين صفوف المشاهدين، ومن بينهم نساء وأطفال وصحفي. وذكرت وكالة تسنيم للأنباء أن 13 من عناصر الحرس الثورى لقوا مصرعهم، وأظهر مقطع مسجل جرى توزيعه على وسائل الإعلام الإيرانية جنودا يزحفون على الأرض، بينما تنطلق أعيرة نارية صوبهم. وأعلن غلام رضا شريعتى محافظ خوزستان أن مجهولين كانوا يتنكرون فى زى قوات الحرس الثورى والتعبئة أطلقوا النار خلال مراسم الاستعراض العسكرى بمناسبة أسبوع الدفاع المقدس فى الأحواز، وتابع أنه رغم شدة الهجوم باتجاه منصة المسئولين المشاركين فى العرض، إلا أن الرد السريع لقوات الأمن حال دول إصابة أى منهم. وأضاف: هذه العصابة الإرهابية كانت تضم أربعة أشخاص لقى اثنان منهم حتفهما على يد قوات الأمن وتم القبض على اثنين آخرين واحد منهما أصيب بجروح. ومن جانبه، ألقى التليفزيون الرسمى اللوم على ما سماه عناصر تكفيرية فى هجوم مدينة الأحواز، وهى مركز إقليم خوزستان وشهدت احتجاجات متفرقة للأقلية العربية فى إيران. وفى الوقت ذاته، حمل محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيرانى من سماهم رعاة الإرهاب فى المنطقة المسئولية عن الهجوم، وتعهد برد سريع وحاسم. ومن جانبه، قال الأميرال على فدوى مساعد قائد الحرس الثورى إن هجوم الأحواز يعد استمرارا لممارسات تنظيم داعش الإرهابى فى العراق وسوريا ودليلا على الذلة. وفى الوقت الذى أعلن فيه تنظيم داعش مسئوليته عن الهجوم، تبنت أيضا حركة النضال العربى لتحرير الأحواز، وهى جماعة عربية مناهضة للحكومة الإيرانية المسئولية. الأحواز .. 18 عاما من الاضطرابات طهران وكالات الأنباء على مدى 18 عاما، شهدت منطقة الأحواز، عاصمة محافظة خوزستان الإيرانية الغنية بالبترول والتى تقع على حدود العراق، اضطرابات بين السلطات وسكان المنطقة لأسباب مختلفة. وكانت مظاهرات غاضبة قد اندلعت فى 15 أبريل 2005، واستمرت 4 أيام، مما اضطر قوات الأمن إلى محاصرة المدينة واستخدام العنف، وهو ما أسفر عن مقتل حوالى 20 شخصا. وخلال عامى 2005 و2006، شهدت الأحواز ومدن إيرانية أخرى سلسلة تفجيرات، وتم إلقاء المسئولية فيها على ما سمتهم السلطات الإيرانية الانفصاليين الأحواز العرب. ومع صعود مد الثورات العربية، اندلع يوم غضب فى 15 أبريل 2011، لإحياء ذكرى اضطرابات 2005، مما أشعل حالة من العنف بين الشرطة والمحتجين أسفر عن سقوط عشرات الضحايا واعتقالات واسعة. ومنذ منتصف 2015، اشتعلت الاضطرابات وظهرت جماعة مسلحة فى الإقليم، وبدأت سلسلة اغتيالات تستهدف رجال الشرطة. وانتقدت منظمة العفو الدولية التمييز الذى يتعرض له الأحواز العرب، الذين يشكلون 2% من سكان إيران، بسبب سياسات السلطات الإيرانية المثيرة للقلق، فى الوقت الذى ترفض فيه طهران هذه الاتهامات وتعتبرها مبالغات.
.. وإغلاق منفذين حدوديين مع العراق طهران وكالات الأنباء أغلقت إيران أمس منفذين حدوديين مع العراق بعد هجوم الأحواز، دون أن تعلن موعدا محددا لاستئناف العمل عبر المنفذين. ونقلت شبكة سكاى نيوز الإخبارية عن مصادر فى هيئة المنافذ الحدودية العراقية تأكيدها إغلاق إيران منفذى الشلامجة والشيب البريين مع العراق، موضحة أن الجانب الإيرانى قرر إيقاف حركة المسافرين ووقف التبادل التجارى عبر المنفذين عقب الهجوم.