مبلغ مهول أُنفق فى سوق انتقالات كرة القدم الصيفية «المركاتو الصيفى» فى العالم. وصل هذا المبلغ إلى ما يقرب من خمسة مليارات ونصف مليار دولار فى الفترة من أول يونيو إلى أول سبتمبر الحالى، لكن الملاحظ أن القسم الأعظم من هذا المبلغ «4.21 مليار دولار» أُنفق فى سوق الانتقالات فى خمس مسابقات للدورى العام فى أوروبا، مسابقات الدورى فى انجلترا وفرنسا وأسبانيا وألمانيا وإيطاليا هى الأكبر فى العالم على الإطلاق، وتزداد معدلات «البيزنس» فيها من عام إلى آخر. وليست المبالغ التى تُنفق فى سوق الانتقالات إلا جزءاً من «بيزنس» كرة القدم الذى يزداد حجماً، ونوعاً، ويتسع لأنشطة ومجالات جديدة طوال الوقت. ويتركز أكثر من 80% من إجمالى هذا البيزنس فى أوروبا وحدها. ولذلك، فليست مصادفة التفوق المتزايد لأوروبا فى مسابقات المونديال على مدى عقد ونصف العقد، فقد فازت منتخبات إيطاليا وأسبانيا وألمانيا وفرنسا بكأس العالم فى مسابقات 2006، و2010، و2014، و2018 على الترتيب. ويصعب تجنب الربط بين تفوق المنتخبات الأوروبية على غيرها، وتعاظم «بيزنس» كرة القدم أربعة منتخبات منها تمثل أربعاً من الدول الخمس التى تتصدر قائمة هذا «البيزنس» فى العالم. ورغم أن العلاقة بين التفوق فى الأداء وحجم «البيزنس» تفرض الحاجة إلى تفسير عدم حصول المنتخب الإنجليزى على كأس العالم منذ عام 1966، فى الوقت الذى يوجد أكبر قدر من هذا «البيزنس» فى إنجلترا، فالملاحظ أنه عاد إلى المنافسة بقوة فى مونديال 2018، لكن المهم هنا أن تعاظم «بيزنس» الكرة فى أوروبا قد يفسر تفوق منتخباتها على نظيراتها فى أمريكا اللاتينية، وفى مقدمتها البرازيل والأرجنتين، رغم أنهما يستفيدان من هذا «البيزنس»، يلعب معظم لاعبى المنتخبين فى أندية أوروبية، وعندما تراجع قائمة منتخب البرازيل فى مونديال روسيا، تجد أن 17 لاعباً يلعبون فى هذه الأندية، ومنهم 4 فى مانشستر سيتى، و3 فى باريس سان جيرمان، واثنان فى ريال مدريد، واثنان فى برشلونة، ولاعب فى كل من ليفربول، وتشيلسى، أتليتكو مدريد، وروما، ويوفنتوس، وانترميلان. لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد