واصلت طهران تحديها للتهديدات الإسرائيلية بقصف منشآتها النووية, وأعلن أحمد وحيدي وزير الدفاع الإيراني أمس أن بلاده تعتزم انتاج مجموعة من الطائرات المقاتلة والصواريخ والغواصات والطائرات دون طيار بحلول نهاية العام الإيراني الذي بدأ بالفعل في20 مارس الماضي. ويأتب ذلك ذلك بعد ساعات من إزاحة طهران الستار عن ستة إنجازات عسكرية جديدة من بينها صواريخ ومنصات إطلاق و معدات بحرية. ونقلت شبكة برس تي.في الاخبارية الايرانية عن وحيدي قوله إن طهران تضع علي رأس أولوياتها انتاج طائرات دون طيار, علاوة علي أننا نسعي أيضا إلي استخدام غواصات جديدة خلال العام القادم. وأضاف وحيدي أن طهران بصدد انتاج جيل جديد من القوارب السريعة ذات القدرة القتالية العالية, فضلا عن أجيال جديدة من صواريخ كروز والصواريخ الباليستية والعربات العسكرية. وعلي صعيد متصل, أعلن محمد حسيني نائب قائد قاعدة خاتم الانبياء للدفاع الجوي الايراني أن بلاده بدأت بالفعل في إقامة أكبر موقع للدفاع الجوي في مدينة آباده الواقعة جنوبإيران. وأضاف المسئول الإيراني في كلمة ألقاها خلال احتفال أقيم أمس بهذه المناسبة أن بلاده رصدت5,24 مليون دولار أمريكي لتنفيذ هذا المشروع والذي من المقرر أن يقام علي مساحة قدرها200 هيكتار. وفي غضون ذلك, قال قائد القوات البحرية الإيرانية الأدميرال حبيب الله سياري إن التقدم الذي تحققه طهران يثير مخاوف وقلق إسرائيل من عقد مؤتمر قمة عدم الانحياز. وقال سياري إن القادة الصهاينة وما يشعرون به من هذه المخاوف أمر متوقع, نظرا لانهم يخشون التقدم الإيراني لكن ما هو واضح أن طهران لن تخضع لأي تهديد تطلقه اسرائيل فيما يتعلق بقمة عدم الانحياز. وأضاف أنه من المؤكد أن عقد مؤتمر قمة عدم الانحياز بمشاركة120 دولة في العالم سيكون له أثر رائع بالنسبة لطهران, مشيرا إلي أن آثار هذه القمة ستتجلي في جوانب الاقتصاد والسياسة وكذلك علي صعيد مواجهة ما وصفه بقوي الاستكبار. وعلي صعيد آخر, أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس أنها ستجري مباحثات مع إيران غدا في العاصمة النمساوية فيينا لمناقشة القضاية العالقة حول البرنامج النووي الإيراني, وذلك في مسعي جديد للوكالة لتحقيق تقدم في تحقيقاتها بشأن أنشطة يشتبه في أنها تجري لإنتاج قنبلة ذرية, وذلك بعد أكثر من شهرين من فشل محادثات سابقة بين الجانبين. وأصدرت الوكالة بيانا موجزا أكدت فيه أن المحادثات التي ستجري بمقر بعثة إيران الدبلوماسية في فيينا, وأن وفدها في المباحثات سيرأسه هيرمان ناكيرتس كبير المفتشين ورفائيل جروسي مساعد المدير العام للوكالة لشئون السياسات. وقال البيان إن الجانبين سيجريان المزيد من المناقشات بخصوص نهج منظم لحل المشاكل المعلقة بشأن برنامج إيران النووي. ومن جانبه, أكد علي أصغر سلطانية مندوب إيران لدي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التقارير بشأن عقد جولة جديدة من المحادثات بين طهران والوكالة يوم الجمعة المقبلة. ويشار إلي أن هذا الاجتماع سيعقد قبل بضعة أيام من صدور أحدث تقارير الوكالة ربع السنوية بخصوص برنامج إيران النووي المثير للجدل, وربما يكون الاجتماع فرصة في اللحظة الأخيرة لإيران للتأثير علي فحوي التقرير إذا عرضت تقديم تنازلات للمفتشين التابعين للوكالة الذرية الذين يسعون لدخول مواقع نووية, خاصة موقع بارشين العسكري, ومقابلة مسئولين والاطلاع علي وثائق وهي إجراءات يقولون إنها ضرورية لتحقيقاتهم بشأن الملف النووي الإيراني. وفي غضون ذلك, تواصلت أمس احتجاجات الاسرائيليين علي توجيه ضربة عسكرية ضد إيران, حيث احتشد العشرات أمام منزل وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك وسط تل ابيب احتجاجا علي شن هجوم إسرائيلي علي إيران بسبب برنامجها النووي, حسبما ذكرت صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية في موقعها الالكتروني. وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها لا للحرب مع إيران و تشكيل لجنة تحقيق قبل الحرب وليس بعدها, كما نصب المحتجون خيمة وصفوها بأنها خيمة احتجاج علي شن الهجوم علي ايران. ونقلت يديعوت أحرونوت عن أحد المحتجين ويدعي روتيم ميلينكي قوله إن التشوش الذهني لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وباراك يمكن أن يجرنا بسهولة إلي حرب. وكان نحو200 ناشط يساري قد تظاهروا الأحد الماضي أمام منزل وزير الدفاع احتجاجا علي ما وصفوه بجنون الحرب مع إيران. ودعا المتظاهرون باراك و نتانياهو إلي وقف ما وصفوه بالتلاعب بأرقام القتلي المتوقعة والعمل علي منع الحرب بأي ثمن. وفي وقت سابق الشهر الحالي, وقع مئات الأشخاص علي طلب إلكتروني يدعو طياري سلاح الجو الإسرائيلي إلي رفض تنفيذ الأوامر بقصف إيران إذا صدرت لهم, كما أظهرت نتائج استطلاع نشرت أخيرا إن أغلبية الإسرائيليين يعارضون شن هجوم علي المنشآت النووية الإيرانية دون تعاون أمريكي. وفي سياق متصل, ذكرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أن20 كاتبا إسرائيليا أرسلوا أمس خطابا إلي النائب العام الإسرائيلي يهودا ونستين يحثونه فيه بعدم السماح لرئيس الوزراء نيتانياهو بضرب طهران دون الحصول علي موافقة مجلس الوزراء. ويقول الخطاب: إنه نظرا لأن الهجوم علي إيران ينطوي علي تداعيات ضخمة علي جميع الأصعدة- سواء كانت حربا جزئية أو شاملة فإن الحكومة وحدها هي التي تحدد اتخاذ قرار بشأنه. وينتظر الكتاب الموقعون علي الخطاب, الذين من بينهم مخرجون وممثلون ومؤلفون, أن يتم الرد علي طلبهم خلال ساعات وإن لم يتلقوا ردا فإنهم سيتوجهون إلي المحكمة الإسرائيلية العليا.