كرة القدم.. لعبة لها قوانينها ولوائحها الواجب احترامها لضمان الارتقاء الدائم بمستواها!. هذه حقيقة لا نقاش أو جدال فيها.. تحت أى مسمى.. أيًا كانت الظروف!. والحقيقة الثانية.. أن أخطاء الحكام.. جزء من اللعبة.. لابد من قبولها وعدم الاعتراض عليها.. ولكن!. أخطاء الحكام المقصود بها أنها جزء من اللعبة.. هى الأخطاء الصعب على الحكم رؤيتها ورصدها.. أو التى يمكن أن تتحمل وجهات نظر مختلفة.. إلا أن!. الذى شاهدناه فى مباراة الإنتاج والأهلى.. لا هو جزء من اللعبة ولا هو صعب على الحكم رؤيته ولا هو يتحمل إلا وجهة نظر واحدة.. إنها أخطاء واضحة مستحيل تجاهلها! أقول للسيد الحكم.. إن لم تكن حركة المصارعة التى قام بها مدافع الإنتاج.. وخطف مهاجم الأهلى «باروليا» ولف به وأسقطه أرضًا.. إن لم تكن لعبة مثل هذه «فاول» ابن «فاول».. نسمع صفارة سيادتك عليها.. إن لم يكن عنفا صريحا مثل هذا «فاول».. فما هو «الفاول»؟. لا تقل سيادتك إنك لم ترها.. لأنها كانت فى مجال رؤيتك.. ومصارعة واضحة «مش» كورة!. لا تقل إن المساعد لم يُشِرْ لك.. ووارد أنه لم يفعل.. رغم أن «فاول» لمس الأكتاف على بعد خطوات منه!. لا حجة لك فى ذلك.. لأنه «فاول» واضح فاضح.. يستحيل أن تتحجج بالمساعد فيه.. لأنك المسئول الأول والأخير!. واضح أن المساعد.. كان له رأى آخر.. لأنه غض بصره عن اشتباك المدافع مع المهاجم إلى أن أسقطه أرضًا.. والدليل.. أننا وجدناه بيخلى مسئوليته من رؤية خطفة المصارعة.. وبيجرى تجاه المرمى.. قال إيه: بيتابع الكرة!. والمساعد الآخر.. ألغى هدفًا صحيحًا للأهلى.. بدعوى تسلل هو الوحيد الذى رآه.. ولم ير «جوز» المدافعين «اللى» مغطيين التسلل.. لم يرهما.. رغم أنهما وقت اللعبة.. هما أقرب لاعبين له وعلى بعد خطوات منه!. وتكتمل المأساة.. بحارس الأهلى.. اللى ناقص يضرب الحكم.. لأنه أعطاه إنذارًا!. مأساة سوء سلوك لاعب دولى فى ناد كبير.. لا يجدر به تحت أى ظرف.. أن يفعل ما فعله.. احتراما لاسمه ولناديه ومرمى مصر الذى يحميه.. وقبلهم جميعًا المبادئ التى واجبه أن يحميها ويحرسها.. لا أن يسقطها ويدهسها!. والمأساة الأخرى بطلها للأسف الحكم الدولى.. وليسمح لى بأن أسأله: إن كان ما حدث لا يستوجب الطرد.. فما هو الفعل الذى بسببه ينطرد لاعب؟!. تبقى كلمة للسيد رئيس لجنة الحكام: علينا أن نتذكر جميعًا.. أن كفاءة حكامنا ونزاهتهم وعدالتهم.. علامة مميزة للتحكيم المصرى على مدى تاريخه.. وللآن.. إلا أنها على المحك خلال الفترة الأخيرة.. التى زاد فيها اللغط والتشكيك والأكاذيب والشائعات.. تماشيًا مع ما يحدث فى المناخ العام.. بما يستدعى الحزم والحسم من لجنتكم الموقرة فى الواقعة الأخيرة.. بتحقيق كاشف وجزاءات رادعة.. لا تصريحات عنترية تأخذنا إلى سكة ندامة.. الداخل فيها مفقود والخارج منها أيضًا مفقود!. القرار الوحيد الذى يعيد الثقة للحكام والتحكيم.. وينهى الشك والتشكيك.. هو... رفع اسم هذا الحكم من سجلات الحكام حتى بلوغه سن الاعتزال! ............................................................ من أربعة أيام كانت الذكرى السنوية لرحيل الكابتن محمود الجوهرى.. جنرال الكرة المصرية الحقيقى.. الذى توفى يوم 3 سبتمبر 2012 تاركًا لنا رصيدًا من خبرات لم نكن نعرف منها شيئًا.. ومسيرة انتصارات لا تُنسى.. وأسلوب إدارة لم نتعلم منه!. النماذج الناجحة المتفردة.. التى حققت إنجازات لوطنها.. يرحلون عن الدنيا بأجسادهم.. ويبقون فى «الدنيا» بأعمالهم!. هذا ما نراه فى العالم المتقدم حولنا.. حرص بالغ على بقاء سيرة عظمائهم!. متاحف لهم فيها كل ما يخطر على بال عنهم!. حرص شديد على إبقائهم فى دائرة الضوء.. قدوة ومثال للأجيال الصغيرة!. أعمالهم وفقًا لتخصصاتهم تُدرس للاستفادة منها!. يفعلون هذا وحريصون على ذلك.. لأن هذه القامات.. مكان ومكانة وجزء من تاريخهم الذى يباهون بهم الأمم!. عندنا.. شىء من هذا لا يحدث من زمان.. والمسألة باتت صعبة الآن.. لأن إهدار الرموز.. اتضح أنه أحد أهم أسلحة الأجيال الجديدة من الحروب!. معركة حياة أو موت.. لأجل ألا يبقى لمصر رمز!. اليوم والغد وكل غد. يجب أن تكون مهمتنا.. أنا وأنت وهو وهى.. الحفاظ على رموزنا فى كل المجالات لأنهم عزوتنا التى نفخر بها.. وهديتنا لأولادنا وبناتنا.. ليثقوا أن من بينهم من سيكون مثلهم!. والكابتن محمود الجوهرى رحمة الله عليه.. واحد من قامات كرة القدم المصرية.. التى سجل تاريخها.. ما قبل الجوهرى وما بعد الجوهرى!. كيف؟ أغلبنا يعرف تاريخ الكابتن الجوهرى.. لاعبًا فى الأهلى ومنتخب مصر.. وضابطًا فى القوات المسلحة.. نال شرف المشاركة فى حرب أكتوبر.. والقليل منا الذى عرف الرجل عن قرب.. وعرف سماته الشخصية الصارمة فى الانضباط والنظام والالتزام وليس هذا مستغربًا على أبناء القوات المسلحة.. وإن كان ذلك جديدًا على الكرة المصرية!. هذه المعادلة الصعبة.. نجح الكابتن الجوهرى بامتياز فى حلها.. أب وأخ وصديق للكل.. ومنتهى الحزم والحسم والعدل مع الكل!. يؤرخ فى الكرة المصرية.. وأغلبنا لا يعرف.. ما قبل 1988 وما بعدها والفضل لله ثم الكابتن الجوهرى!. الرجل تولى تدريب منتخب مصر عام 1988 ووقتها لم يكن منتخب مصر قد سمع «حاجة» أى «حاجة».. عن المعسكرات وإعداد المنتخب.. أو مباريات الاحتكاك الدولية!. منتخب مصر.. جرى العرف علمي أن يتم تجميعه قبل أى مباراة رسمية بأسبوع أو عشرة أيام.. ويدخل فى معسكر بمبنى اتحاد الكرة.. ينام فيه لاعبو المنتخب.. والتدريب فى ملعب مجاور ملاصق لمركز شباب الجزيرة.. والاحتكاك فى مباراة بين الأحمر والأخضر أو الأحمر والأصفر حسب تساهيل الفانلات التى عند الاتحاد.. والفريقان هما لاعبو المنتخب.. ودمتم!. تولى الكابتن الجوهرى المهمة.. التى كان مستعدًا بجد لها.. خطة واضحة قابلة للتنفيذ.. فيها كل التفاصيل الفنية والإدارية!. الأسس التى على أساسها يتم اختيار لاعبى المنتخب.. لا مجاملة ولا مهادنة ولا أهلى وزمالك.. المعايير التى وضعها والشروط التى حددها.. معروفة للجميع!. موافقة الكابتن الجوهرى على مهمة تدريب المنتخب.. ارتبطت بموافقة اتحاد الكرة على خطة عمل وكل متطلباته لأجل أن يكون لمصر.. منتخب كرة بجد!. المنتخب يتم إعداده للتصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم.. ومصر من نصف قرن وبضع سنوات بعيدة عن المونديال.. والإعداد والاستعداد على مدى سنين طويلة «تقسيمة» بين لاعبى المنتخب وخلاص!. وبدأ المشوار.. وبدأ منتخب مصر يتعرف على أمور لم يكن يعرفها.. أولها وأهمها.. النظام والالتزام.. وبمعنى أدق الانضباط!. كل كلمة قالها الرجل للاعبيه نفذها.. وكل وعد بتوفير كل ما يليق بمنتخب مصر.. تحقق!. معسكرات المنتخب فى الداخل والخارج.. البعض انتقد توقف الدورى كثيرًا لأجل هذه المعسكرات.. لكن الكابتن الجوهرى كانت نظرته أبعد.. لأن لاعبيه فى حاجة للتجانس الذى لم يكن موجودًا.. والمعسكرات تحقق له ذلك!. فى حاجة للتعود على النظام الذى وضعه ومصمم على تنفيذه!. فى حاجة لأن يتعود اللاعب على أسلوب لم يره من قبل.. فى الأكل والنوم والمعاملة مع الزملاء والالتزام بالتعليمات!. فى حاجة لوقت ليتعايش المنتخب مع «وصايا» الكابتن الجوهرى.. افعل ولا تفعل!. المعسكرات ومباريات الاحتكاك الدولية.. مع باقى متطلبات الكابتن الجوهرى.. نفذها اتحاد الكرة.. لذلك ما كان مستحيلًا.. تحقق!. تحقق.. لأن على الأرض لأول مرة.. إدارة بجد.. لها رؤية بجد.. وتعمل بجد.. وبذلت جهدًا بجد.. والنيات من كل الأطراف طيبة بجد.. وعندما تحدث هذه الأمور.. النجاح مضمون بجد!. وصلنا كأس العالم عام 1990 بعد غياب 56 سنة.. والوصول إلى كأس العالم وقتها.. كان بالفعل إنجازًا.. توج منظومة فكر وتخطيط وتنفيذ وتوفيق.. الفضل فيها لله سبحانه وتعالى.. والكابتن الجوهرى!. الإدارة علم وفن وخبرة وقبلهم وبعدهم.. الموهبة!. الموهبة بوصلة القائد.. فى الحزم والحسم وأيضًا فى الحلم والتسامح!. الإدارة.. ابحث عنها.. تجدها وراء كل نجاح وخلف كل فشل!. الكابتن الجوهرى.. قدم لنا نموذجًا فى الإدارة.. نقل به الكرة المصرية من حال إلى حال!. بمناسبة الفوضى التى حدثت فى معسكر المنتخب فى المونديال الأخير.. هذه حكاية وقعت.. وقت كان المنتخب فى آخر معسكراته قبل مونديال 1990 وأظنه كان فى لندن.. وقتها شخصية مصرية معروفة ومشهورة.. كانت بالمصادفة هناك.. ومن باب المجاملة والمؤازرة.. زار معسكر المنتخب.. وعلم الكابتن الجوهرى بوجوده.. ذهب إليه.. ورحب به.. ووجه له الشكر.. وأبلغه.. بأنه سيبلغ اللاعبين بحضوره وسؤاله واطمئنانه عليهم!. الشخصية الكبيرة فهمت الرسالة.. وقدرت مسئولية الإدارة.. وغادرت!. رحمة الله عليك يا كابتن جوهرى. ............................................................ اقرأوا معى هذه الرسالة: الأستاذ الفاضل إبراهيم حجازى سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وتحية وتقدير لكم ولقلمكم الجرىء الذى ما تعودنا منه منذ عرفناه إلا كلمة الحق لما فيه مصلحة المواطن والأمة، بارك الله فيكم وسدد على طريق الحق خطاكم. كاتب هذه السطور عمل بالتعليم ما يقرب من أربعين عامًا ما بين التدريس والتوجيه وهو الآن من أرباب المعاشات الذين يجلسون وينظرون حولهم فلا يجدون إلا ما يُحزن القلب ويحرق المشاعر من جراء التدنى الذى وصل إليه المجتمع فى جانبيه الثقافى والتعليمى بل فى سلوكياته بصفة عامة.. كما نرى يا سيدى المؤتمرات التى تعقد لإصلاح التعليم ما بين المطالبة بتغيير المناهج وتغيير النظام التعليمى الذى يعتمد على التلقين، والملاحظ أن الجميع يلقى عبء ما تعانيه الأمة على التعليم، ونسى هؤلاء أن بناء الإنسان لا يعتمد على تعليم جيد فقط. لابد يا سيدى من إصلاح منظومة المجتمع ككل.. الإصلاح لابد أن يعتمد على أن بناء الإنسان العصرى لابد أن يرتكز على جوانب متعددة ومتكاملة والتعليم أحد هذه الجوانب.. ولابد أن نعلم أن هناك جوانب لا تقل أهمية عن التعليم إن لم تكن أهم وأخطر، ولعل فى مقدمة هذه الجوانب الإعلام بشتى صوره والذى يعتمد فى بثه ونشره على وسائل مغرية تشد انتباه النشء أكثر مما يشده معلم عطاؤه محدود ومكانه غير مؤهل حتى للإنصات لما يقول ولو أعطى هذا المعلم توجيهًا لطلابه وحاول أن يغرس فيهم القيم والمبادئ سرعان ما يجد تلميذه عكس ما يقوله أستاذه من خلال مسلسل تليفزيونى أو فيلم سينمائى أو مسرحية.. إلخ، تعلى من قيمة البلطجة والانفلات الأخلاقى والسلوكى وبالتالى نستطيع أن نقول: إن هناك وسائل أخرى لتعليم النشء وغرس ما تريد فيه من سلوكيات واتجاهات. الحل يا سيدى والذى أرجو أن يتبناه قلمكم هو أن تقوم الدولة بإنشاء مجلس قومى يضم وزراء التعليم والثقافة والإعلام ونخبة من رجال الفكر والإعلام الوطنيين على أن يصيغ هذا المجلس الأسس الصحيحة لبناء الفرد وعلى أن تكون منظومته متكاملة وسياسته واضحة وهدفه وضع المبادئ التى يجب أن يسير عليها التعليم والثقافة والإعلام فيما تقدمه المدرسة تدعمه الثقافة ويدعمه الإعلام بشتى ألوانه وإلا فما معنى يا سيدى أن أقف أنا كمعلم داخل الفصل لأعلى من قيمة الجندى المدافع عن وطنه، أو العامل الذى يسطر صفحات مضيئة لبناء وطنه لأجد التليفزيون أو السينما تأخذ اتجاهًا عكسيًا ليقدما البطل المحبوب ورجل الساعة فى صورة بلطجى يلتف حوله الناس أو مُرتشٍ أو تاجر مخدرات وقد توافرت له الإمكانات لإظهار مواهبه فى هذه المجالات ولتصبح هذه الفئات الضالة نموذجًا وقدوة لنشء مازال بعضه محرومًا من بعض حاجاته الضرورية. يا سيدى.. القيم لا تتجزأ والمشكلة ليست فى التعليم الذى قدم لنا أحمد زويل ومجدى يعقوب وقبلهما وبعدهما العشرات من الرجال الذين حفظوا لوطنهم مكانته وبثوا روح الوطنية والولاء فى ربوع هذا الوطن.. المشكلة يا سيدى فى المنظومة ككل ما بين تعليم وثقافة وإعلام.. هذه الأجهزة المنوط بها بناء الإنسان فى مرحلة هى من أخطر المراحل التى يمر بها الوطن. سيدى.. لقد أدينا والحمد لله رسالتنا تجاه وطننا سواء فى المجال المدنى أو المجال العسكرى فقد شاركت فى حرب أكتوبر المجيدة دفعة 33 ضباط احتياط ويعز علينا أن نرى وطننا وفى الوقت الذى تبذل فيه قيادته أقصى ما تستطيع من طاقة ومعها الرجال الذين يصلون ليلهم بنهارهم لبناء وطن تسوده العزة والكرامة يعز علينا أن نرى بعض من يتحملون المسئولية لا يقدرون تبعاتها.. فلتتضافر الجهود ويشكلوا هذا المجلس القومى وليضع سياسة يلتزم فيها الجميع هدفها بناء الإنسان المصرى الجديد على أسس من القيم والمبادئ والولاء لمصرنا الحبيبة. عبدالحفيظ محمد على عبدالظاهر مدير عام بالتعليم سابقًا بورسعيد الرسالة انتهت.. وأوافق صاحبها على كل كلمة فيها.. وأظنها قضية إيجابية مهمة.. تستحق مساهمة حضراتكم فيها إلى أن نصل إلى حلول لها.. وفى انتظار رسائلكم. وللحديث بقية مادام فى العمر بقية لمزيد من مقالات إبراهيم حجازى