لماذا تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بأحد الشعانين؟    فوز أحمد فاضل بمقعد نقيب أطباء الأسنان بكفر الشيخ    «صباح الخير يا مصر» يعرض تقريرا عن مشروعات الإسكان في سيناء.. فيديو    رئيس جامعة جنوب الوادي: لا خسائر بالجامعة جراء سوء الأحوال الجوية    جامعة بنسلفانيا تخطر المتظاهرين المتضامنين مع غزة بفض الاعتصام    رفع 550 طن مخلفات قمامة من شوارع ومحاور الطالبية (صور)    خبير بترول دولي: الغاز ليس أهم مصادر الوقود والنفط ما زال يتربع على العرش    الشرطة الأمريكية تفض اعتصام للطلاب وتعتقل أكثر من 100 بجامعة «نورث إيسترن»    برقم العداد.. كيفية الاستعلام عن فاتورة استهلاك كهرباء أبريل 2024    جامعة طيبة التكنولوجية تشارك في ملتقى حوار الحضارات    حزب الله: المبادرات حول قضية جنوب لبنان غير قابلة للحياة    بايدن: لن أرتاح حتى تعيد حماس الرهائن لعائلاتهم    التحالف الوطني للعمل الأهلي.. جهود كبيرة لن ينساها التاريخ من أجل تدفق المساعدات إلى غزة    محلل سياسي: الاحتجاجات الطلابية بالجامعات في أمريكا أدت إلى تغير سياسات واشنطن    الإمارات تستقبل دفعة جديدة من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان.. صور    الدوري المصري، زد يتقدم على بلدية المحلة بهدف ميسي في الشوط الأول    بيريرا ينفي رفع قضية ضد محمود عاشور في المحكمة الرياضية    الرئيس التنفيذي للجونة: قدمنا بطولة عالمية تليق بمكانة مصر.. وحريصون على الاستمرار    وزارة الرياضة تستقبل الوفود المشاركة بملتقى الشباب الدولي للذكاء الإصطناعي    الأرصاد تحذر من سيطرة السحب الرعدية على خليج العقبة وجنوب سيناء    "اكسترا نيوز" تعرض نصائح للأسرة حول استخدام ابنائهم للانترنت    أمن أسيوط يفرض كرودا أمنيا بقرية منشأة خشبة بالقوصية لضبط متهم قتل 4 أشخاص    احتفاء كبير بعروض سينما المكفوفين بمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير    «تربيعة» سلوى محمد على ب«ماستر كلاس» في مهرجان الإسكندرية تُثير الجدل (تفاصيل)    عبارات تهنئة يمكن استخدامها في موسم شم النسيم 2024    تطوان ال29 لسينما البحر المتوسط يفتتح دورته بحضور إيليا سليمان    أصالة تحيي حفلا غنائيًا في أبو ظبي.. الليلة    1670 حالة .. حصاد قافلة جامعة الزقازيق بقرية نبتيت بمشتول السوق    بالأرقام.. طفرات وإنجازات غير مسبوقة بالقطاع الصحي في عهد الرئيس السيسي    النقض: إعدام شخصين والمؤبد ل4 آخرين بقضية «اللجان النوعية في المنوفية»    انطلاق معرض وتريكس للبنية التحتية ومعالجة المياه بمشاركة 400 شركة غدًا    «تملي معاك» أفضل أغنية عربية في القرن ال21 بعد 24 عامًا من طرحها (تفاصيل)    حكم واجبية الحج للمسلمين القادرين ومسألة الحج للمتوفين    الزمالك يفاوض ثنائي جنوب أفريقيا رغم إيقاف القيد    بالصور| "خليه يعفن".. غلق سوق أسماك بورفؤاد ببورسعيد بنسبة 100%    أهمية وفضل حسن الخلق في الإسلام: تعاليم وأنواع    علي الطيب يكشف تفاصيل دوره في مسلسل «مليحة»| فيديو    قائمة باريس سان جيرمان لمباراة لوهافر بالدوري الفرنسي    الصحة: فرق الحوكمة نفذت 346 مرور على مراكز الرعاية الأولية لمتابعة صرف الألبان وتفعيل الملف العائلي    الدلتا للسكر تناشد المزارعين بعدم حصاد البنجر دون إخطارها    «السياحة»: زيادة رحلات الطيران الوافدة ومد برنامج التحفيز حتى 29 أكتوبر    مستشار الرئيس الفلسطيني: عواقب اجتياح رفح الفلسطينية ستكون كارثية    كرة اليد، موعد مباراة الزمالك والترجي في نهائي بطولة أفريقيا    السيسي يتفقد الأكاديمية العسكرية بالعاصمة الإدارية ويجري حوارًا مع الطلبة (صور)    وزير الري يشارك فى فعاليات "مؤتمر بغداد الدولى الرابع للمياه"    أبو الغيط: الإبادة في غزة ألقت عبئًا ثقيلًا على أوضاع العمال هناك    خبيرة: يوم رائع لمواليد الأبراج النارية    محافظة القاهرة تكثف حملات إزالة الإشغالات والتعديات على حرم الطريق    سياحة أسوان: استقرار الملاحة النيلية وبرامج الزيارات بعد العاصفة الحمراء | خاص    «بيت الزكاة» يستقبل تبرعات أردنية ب 12 شاحنة ضمن حملة إغاثة غزة    متصلة تشكو من زوجها بسبب الكتب الخارجية.. وداعية يرد    استمرار حبس عاطلين وسيدة لحيازتهم 6 كيلو من مخدر البودر في بولاق الدكرور    حصيلة تجارة أثار وعُملة.. إحباط محاولة غسل 35 مليون جنيه    8 معلومات عن مجلدات المفاهيم لطلاب الثانوية العامة 2024    هل يوجد تعارض بين تناول التطعيم وارتفاع حرارة الجسم للأطفال؟ هيئة الدواء تجيب    أفضل دعاء تبدأ وتختم به يومك.. واظب عليه    وزير الخارجية يتوجه إلى الرياض للمشاركة في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي    إشادة دولية بتجربة مصر في مجال التغطية الصحية الشاملة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



... هى فشل منظومة.. قبل أن تكون خطايا مدرب!
نشر في الأهرام اليومي يوم 29 - 06 - 2018

فريدة عثمان.. محمد إيهاب.. أحمد سعد.. سارة سمير.. جابر فرحان.. عبد الرحمن العربى.. هيثم محمود.. محمد إبراهيم.. أحمد جمعة.. جيانا فاروق.. هبة صالح.. أريج سعيد.. مالك جمعة.. عفاف محمد.. مروان القماش.. أحمد رجب.. أحمد سعيد.. مصطفى وحيد.. أحمد قمر.. عبد الرحمن العربى.. على خلف الله و.....
كل الأبطال والبطلات الذين رفعوا رءوسنا فى دورة البحر الأبيض المتوسط بإسبانيا...
كل الاحترام وكل التقدير وكل الامتنان وكل التهنئة وكل كلمة إعجاب فى قاموس لغة.. أقدمها لأبطالنا وبطلاتنا مصدر فخرنا وعنوان انتصاراتنا فى دورة البحر الأبيض المتوسط التى حصد فيها الأبطال والبطلات 32 ميدالية منها 12 ذهبية و8 فضيات و2 برونزية.. حتى كتابة هذه السطور!.
كل كلمات الاعتذار.. أقدمها للأبطال والبطلات.. عن «الجليطة» وعن التجاهل وعن عشق جلد الذات بالجرى وراء الكورة ولاعبيها.. والتلذذ بصدمات هزائمنا فيها!.. وكل الأمل أن تقبلوا تهنئتنا.. وتنسوا تجاهلنا.. ولا تتوقفوا أمام جهلنا.. ولا تحزنوا من تقصيرنا.. وأسأل الله ألا تكون هزائمنا فى روسيا «ووكستنا الإدارية» فى الشيشان.. قد وصلتكم فى بلاد الإسبان!.
.......................................................
حدث ما كان متوقعًا.. وما نبهت إليه قولاً وكتابه.. أنا وزملاء وخبراء.. لكن أحدًا من اتحاد الكرة لم يهتم.. عن يقين تام أن أحدًا لن يحاسب!.
لم ينصتوا لأجل أن يسمعوا ولم يعلموا حتى يفهموا ولم يحاولوا كى يعرفوا.. إنه والعياذ بالله غرور تلاقى وتلاحم المصالح مع كِبْر ممزوج بجهل معجون فى عناد.. والنتيجة الطبيعية المنطقية..
فشل ذريع وسقوط مهين.. والمصيبة الأكبر..
السيناريو المكرر فى «الكورة» المصرية من سنين طويلة عقب كل فشل مهين..
كبش فداء يتم التضحية به.. ويا دار ما دخلك شر.. وكوبر هو الكبش والإقالة هى الذبح.. والتضحية بالكبش.. كأنه العقاب الفورى والإصلاح الجذرى فى آن واحد!. المسئول عن الفشل.. أو الفشل ذات نفسه.. تم اقتلاعه من جذوره والإلقاء به بعيدًا خارج الحدود.. وتوتة.. توتة.. خلصت الحدوتة!.
لا يا حضرات.. الحدوتة لم ولن تنتهى.. لأنه إذا كان المدرب كوبر فاشلاً.. وهو بالفعل فاشل.. فإن اتحاد الكرة هو الفشل ذات نفسه.. وإن كان كوبر قد تمت إقالته بقرار من اتحاد الكرة.. فإن القرار التالى الذى كنا ننتظره مباشرة من اتحاد الكرة.. هو الاستقالة..
والقرار الذى لم يصدر حتى كتابة هذه السطور.. ولا أعرف سببًا لتأخره.. هو إحالة هذا الملف الشائك للتحقيق.. وليس للجنة تقصى حقائق.. وكفانا لجانًا.. لأننا «اتكوينا» هزائم!.
ونحن فى «قلب» الفشل.. أملك شجاعة القول والتأكيد.. على أن كرة القدم المصرية قادرة على الوصول إلى العالمية واللعب مع الكبار ومنافسة الكبار والفوز على الكبار.. لأن مصر تنجب المواهب الكروية الفذة.. لكننا لا نرى أغلبها وقليلها الذى نراه.. لا نعرف كيف نرعاه!. حكاية فشل إدارة وليس انعدام مواهب!.
محمد صلاح هبة من الله.. لنعرف أننا نملك مواهب فرز أول.. لكن المنظومة الكروية منذ عرفت مصر الكرة.. منظومة فاشلة وحان وقت نسفها!.
أكتفى اليوم ببعض الملاحظات.. أفتح بها ملف الكرة المصرية مع حضراتكم.. للحوار وتلقى الأفكار والمقترحات.
1 ليس صحيحًا.. أن كوبر سبب الفشل وإقالته بداية إصلاح الفشل!. الصحيح أن كوبر جزء من الفشل واتحاد الكرة كل الأجزاء!.
الصحيح أن التعاقد أصلا مع كوبر.. أول فشل لاتحاد الكرة.. والتغاضى عن خطايا كوبر على مدى ثلاث سنوات هو «كومة» تراكمات فشل!. ألم تلاحظوا أن هذا الرجل يلعب بطريقة دفاعية واحدة ومهينة.. مع الأقوى ومع الأضعف ومع أى فريق؟. ألم تلاحظوا أنه لم يقدم لاعبًا واحدًا جديدًا لنا!. الأسماء التى اختارها أول يوم له لم تتغير.. والتشكيل لم يتغير والتغيير هو نفسه لا يتغير!. مدرب يلعب أمام الأوروجواى وروسيا والسعودية فى كأس العالم.. بالخطة نفسها رغم اختلاف الفوارق.. والمصيبة.. أنها الخطة نفسها التى لعب بها فى التصفيات الأفريقية أمام الكونغو وغانا وغيرهما!. أمر كهذا لم يلفت نظر اتحاد الكرة الذى ظل متمسكًا بالرجل حتى مباراة السعودية وقرر إقالته ليمتص غضب المصريين!.
2 اتحاد الكرة لم يلاحظ أن كوبر.. أغفل متعمدًا وعنادًا.. ضم لاعبين.. هم بكل المقاييس أفضل ممن اختارهم! ألم يسأل اتحاد الكرة نفسه.. لماذا لم يخترهم كوبر؟. ألم يلاحظ اتحاد الكرة.. أن المنتخب الذى اختاره كوبر.. بلا كابتن يمتلك قدرات القيادة!. ألم يلاحظ اتحاد الكرة فى مباريات التصفيات الإفريقية.. أن خطة كوبر الدفاعية.. صادرت الفروق الفردية للاعبين.. وأنها صهرت الجميع فى بوتقة الدفاع المهين.. الذى جعل أضعف الفرق تطمع فى منتخب مصر!. ألم ير اتحاد الكرة.. أننا وصلنا بالعافية.. لأن الكل طمعان فى المنتخب وتجرأ على المنتخب.. أليس اتحاد الكرة مدركًا.. أن أفريقيا لها خمسة مقاعد فى المونديال.. والمنطقى والطبيعى أن تكون مصر واحدًا من الخمسة!.
3 ألا يعرف اتحاد الكرة.. أن مسئوليته التى يحاسبه عليها الرأى العام.. هى رفع مستوى الكرة المصرية.. لأجل التنافس وتحقيق النتائج.. قاريًا وعالميًا!. المطلوب هنا: أن يقول اتحاد الكرة للناس.. شيئًا واحدًا فعله لأجل رفع المستوى!.. اتحاد الكرة فى غفوة.. لأن المسابقات المحلية التى ينظمها هى نفسها منذ دخلت الكرة مصر!. أقصى تعديل تم وكان لأمور انتخابية وليس مهارية.. هو الدورى مجموعتين!. اتحاد الكرة يظن أن غاية المراد.. إنهاء المسابقة على خير!. اتحاد الكرة لم يفكر يومًا فى إجراء تحليل للمباريات.. ليعرف المسافات التى يقطعها اللاعب المصرى فى المباراة.. والتمريرات السليمة والفاشلة والتسديد على المرمى والكرات الثابتة وكيفية التعامل معها دفاعًا وهجومًا!.. لم يحاول اتحاد الكرة أن يفعل.. ومن ثم رأينا الفارق فى المونديال!.
4 بمناسبة الكرات الثابتة.. سواء ضربات ركنية أو ضربات جزاء أو ضربات مباشرة أو غير مباشرة حول منطقة الجزاء.. ألم يلاحظ اتحاد الكرة أن كوبر لا يعرف شيئًا عن هذه الحكاية.. ولو كان يعرف.. ما ارتكب خط ظهرنا هذا الكم من الأخطاء الساذجة!. هدف أوروجواى الذى جاء فى آخر وقت.. من ضربة حرة علينا.. نتيجة فاول ليس له أى داع.. رغم علم خط ظهرنا.. أن الكرات العرضية صعبة ومرعبة له وعليه!. ألم يلاحظ اتحاد الكرة.. أن تكرار الأخطاء.. معناه انعدام التدريب عليها وانعدام الكلام فيها!. نحن لا نخترع نظريات فى علوم الفلك.. إنها كرة القدم.. التى تكتسب مهاراتها الحركية بالتدريب وتتحول إلى عادات حركية بالتكرار.. ولو أن المدرب.. الذى اختار لاعبى المنتخب ولم يدخل عليهم لاعبًا واحدًا جديدًا.. لو أنه مدرب بجد.. لجعل لاعبيه يعرفون كيفية مواجهة الضربات الثابتة علينا وتفادى الدفاع لوقوعها.. ومعرفة التعامل مع الضربات المحسوبة لنا للاستفادة!.
5 فى كأس العالم وغير كأس العالم.. الكرات الثابتة.. أحد أهم وسائل صناعة الأهداف!.. ألم يلاحظ اتحاد الكرة.. أن منتخبنا لم يدربه أحد على حاجة.. أى حاجة.. رغم أن الكرات الثابتة حول منطقة جزاء المنافس.. الحظوظ فيها متساوية بين الهجوم والدفاع.. والأهم لنا على التحديد.. أنها خلقت فرصة هجومية لمنتخبنا.. القابع أمام مرماه دفاعًا.. بتعليمات كوبر!.. وياريت «جه بفايدة»!.
6 أليس اتحاد الكرة المسئول عن النواحى الإدارية مثل مسئوليته عن الأمور الفنية؟ سؤال لن أنتظر إجابته لأنها معروفة.. ولتأكيد أننا جميعًا المصريين نعرفها.. أطلب من اتحاد الكرة.. أن يقولوا للمصريين.. عملاً إداريًا واحدًا صحيحًا قاموا به!.
لن أتكلم عن الفوضى الإدارية التى عاش فيها المنتخب فى كأس العالم!. مناخ الفوضى.. نتاجه فشل!. وصلت الأمور لأن يقوم لاعبون بتصوير أنفسهم.. داخل غرفهم فى الفندق.. لأجل أن تحظى فضائية بسبق إعلامى!. عندما تخترق الفوضى صفوف الفريق.. بمعرفة الجهاز المحيط بكوبر.. فأى خير ننتظره!.
أنا لا ألوم فضائية اخترقت الصفوف وعاشت فى غرف اللاعبين.. إنما اللوم والحساب والإقالة لمن سمحوا بفعل هذا!.
7 ملاحظة أخيرة وهى مثال للفشل الضارب جذوره فى اتحاد الكرة!. أتكلم عن قرار اختيار جروزنى عاصمة الشيشان.. مقرًا لإقامة المنتخب فى كأس العالم!. القرار إما أنه اتخذ للمجاملة وأشياء لا نعرفها.. وهذه مصيبة.. أو أنه تم عن جهل والمصيبة أفدح.. لأننا لسنا حقل تجارب لمن لا يعرفون!.
الأستاذ إيهاب الزلاقى قدم تقريرًا رائعًا عن هذه القضية فى المصرى اليوم يوم 21 يونيو.. استند فيه إلى جداول بخرائط وتحقيق كبير كتبته جريدة «وول ستريت جورنال».. ملخصه أن جدول مباريات مصر هو الأكثر قسوة فى كأس العالم.. لأن معسكر إقامة مصر فى أقصى جنوب روسيا.. وعليهم القيام برحلات طويلة إلى شرق روسيا وأقصى شمال روسيا!.
منتخب مصر قطع أكبر مسافات فى كأس العالم!. منتخب مصر فى المباريات الثلاث طار مسافة 5288 ميلاً.. بينما المنتخب الروسى الذى يلعب فى مجموعتنا نفسها قطع 1320 ميلاً!
من الآخر.. لا فنيًا ناجحين ولا إداريًا نافعين.. ولسه قاعدين!.
.......................................................
شاءت الظروف أن يبدأ مونديال كأس العالم فى أول أيام عيد الفطر.. أى فى اليوم التالى مباشرة لنهاية شهر رمضان.. أو الحلقة الأخيرة من أكبر مهرجان للمسلسلات والبرامج الخاصة «بمونديال» رمضان!.
حكمت الظروف على المشاهد المصرى للشاشة الصغيرة.. أن يبقى كما هو خلفها.. متفرغًا لها.. لمتابعة ومشاهدة الحدث الأهم فى العالم كل أربع سنوات والأكثر مشاهدة على الإطلاق فى العالم!.
فى اعتقادى.. أن مونديال كأس العالم.. أنقذ «مونديال» الفوازير.. والبرامج الموجهة لمن ينفقون عليها ملايين لتأثيرها السلبى المدمر على أطفال وشباب بالملايين.. والإعلانات المستفزة.. من الشاليهات والشلالات إلى الملابس الداخلية والفانلات!.
نعم.. مونديال الكرة.. أنقذ «مونديال» الإعلانات التى طِلع لها مسلسلات.. من معرفة رد فعل المصريين ورأى المحللين ونقد المتخصصين!. مباريات كأس العالم.. خطفت المصريين.. وأحوال منتخب مصر.. قفلت على كل المواضيع.. ومن منا سيتذكر «القهرة» من الإعلانات.. وهناك قهرة اسمها كوبر!.
على أى حال.. كل رمضان وحضراتكم بخير.. وكلها يومين ونودع كأس العالم ونقول لحضراتكم.. كل مونديال وأنتم طيبين!. كأس العالم الذى بدأ من كام يوم.. أيام ستمر كالبرق وينتهى.. مثلما بدأ وانتهى رمضان فى لحظات!. ليست هذه مبالغة.. لأن شهر رمضان.. نظريًا على الورق عمره شهر.. وعمليًا فى الواقع «يادوب» أسبوع.. وهذا ما أكده سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى قوله: لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر، ويكون الشهر كالجمعة، وتكون الجمعة كاليوم، ويكون اليوم كالساعة، وتكون الساعة كاحتراق السعفة.. صدقت يا رسول الله...
على أى حال.. شهرا كان أو أسبوعا.. جاء ورحل رمضان ونحن فى غفلة أو غفوة.. وطبيعى أن نكون.. والشهر الكريم «الأصغر» من أسبوع.. كان فى انتظاره طوفان مسلسلات وإعلانات.. تحتاج إلى سنة كاملة لمشاهدتها.. وليس هذا مهمًا.. لأن الأهم.. الإعلانات التى مزعت أوصالها!.
من الآخر.. رمضان جعلوه الموعد المثالى لأكبر سبوبة رزق.. مسلسلات وإعلانات!.
من الآخر.. الإعلانات هى الهدف وليس رمضان أو المشاهد!. الإعلانات هى الهدف الأول والأخير والأساسى!.
من الآخر.. المُشَاهِد حاله من حال رمضان.. وجوده فى السبوبة حتمى لكى تكتمل.. وليس مهمًا أن حقوقه فيها ومكاسبه منها صفر!.
ربطوا أكبر سبوبة بشهر رمضان.. دون حماية لحق من حقوق الشهر الكريم..›
لساعة خالية من المسلسلات والإعلانات.. يختلى فيها المشاهد مع نفسه.. أو بمسلسل دينى يتماشى مع مناسبة أننا فى شهر التقرب إلى الله.. لا شهر التفرغ للمسلسلات!.
... وأهدروا حق المشاهد فى التمتع بمشاهدة مسلسل أو اثنين.. وحق الفنانين فى أن يتمتع الناس بمشاهدة حقيقية.. لفكر وإخراج وأداء فريق عمل ضخم.. واصل الليل بالنهار على مدى نصف سنة على الأقل.. لأجل تقديم عمل فنى يستحق المشاهدة ويرقى للمنافسة.. وجاءت الإعلانات لتمزق أوصاله وتمحى معالمه وتسحق حق المشاهد فى التمتع بمشاهدة عمل فنى.. لإرغامه على رؤية وسماع إعلانات تتكرر عشرات المرات كل ليلة وعلى مدى 30 ليلة!.
نسفوا كل القواعد المتعارف عليها فى عالم الفن.. بحجة هم من اخترعوها.. بأنهم أعلى نسبة مشاهدة فى رمضان.. ونسوا أن أعلى مشاهدة.. تتحقق بقيمة العمل.. بالقصة والسيناريو.. بالإخراج والإنتاج.. بالنظام والالتزام.. بالنجوم!.
طرح كل ما يتم إنتاجه فى شهر.. وترك 11 شهرًا فراغًا أو إعادة لما تم «حرقه» فى رمضان.. قضية خطيرة أظنها من الأفكار الواردة علينا.. هدفها ألا يقوم للفن المصرى قائمة!.
.......................................................
عن الفن والفنانين.. عندى سؤال.. إجابته أهديها لكل نجومنا.. فنانين وفنانات..
هل صعب على مصر أن تستوعب عشرات النجوم.. أو كثير علينا أن يكون عندنا بَدَل النجم عشرة؟. هل استكترنا على أنفسنا وجود هذا العدد من النجوم عندنا.. حتى نسمح للفتنة أن تفرق صفوفنا؟!. هل جديد على مصر أن تنجب.. ومع حفظ الألقاب.. محمد رمضان وأحمد السقا وأحمد عز وكريم عبدالعزيز وأمير كرارة وياسر جلال.. على سبيل المثال لا الحصر!.
طبعًا لا ومليون لا.. لأن مصر كانت ولا تزال وستبقى بإذن الله إلى يوم الدين.. أرضًا تنبت المواهب.. ومنذ دخلت مصر إلى عالم السينما.. لم تتوقف عن تقديم العمالقة..
فى الستينيات وما قبلها وبعدها.. عمالقة يخلفون عمالقة فى حضن مصر القادر على استيعاب كل ما على ظهر الأرض من عباقرة!.
حضرات النجوم والنجمات.. نجوميتكم تكليف يفرض عليكم العودة بالفن المصرى إلى المكان والمكانة التى يستحقها!.
حضرات النجوم والنجمات.. نحن نفخر بكم.. لأنكم نجومنا ومواهبنا القادرة على التميز والإبهار ووقاية الوطن وحمايته.. بالفن!.
كلمة أخيرة لحضراتكم: مصر بقدر ما تنجب مواهب.. بقدر ما تستوعب مواهب.. احذروا الفتنة التى تستهدف أى نجاح مصرى فى أى مجال!.
لماذا الإصرار مثلاً على قول محمد رمضان أم أمير كرارة؟.
واضح أن الحكاية ليست رمضان أو كرارة.. إنما صناعة خلاف لاختلاق فراق والتشويش على كل نجاح.. لأجل هدف أساسى.. هو ألا يبقى لنا رمز أو قدوة دون تشويه!.
وللحديث بقية مادام فى العمر بقية
لمزيد من مقالات إبراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.