بعد 200 عام ظل خلالها المتحف الوطني في «ريو دي جانيرو» شامخا وسط المدينةالبرازيلية الشهيرة، جاءت النيران، مساء الأحد، لتنهي قصة مركز ثقافي وتراثي ضم ما يقرب من 20 مليون قطعة آثار. ويُعتقد أن الحريق الهائل قد أدى إلى تدمير المتحف بالكامل، وفق وسائل الإعلام المحلية. وقد تم تشييد المتحف قبل قرنين، ويضم المجموعات المميزة ومن بينها قطع أثرية مصرية، وأقدم حفرية بشرية عثر عليها في البرازيل. ونشب الحريق بعد إغلاق المتحف، الأحد، وبالتالي لم ترد تقارير عن وقوع إصابات بشرية، لكن الخسارة التي لحقت بالعلوم والتاريخ والثقافة البرازيلية كانت فادحة بحسب المشرفين عليه. وقالت إحدى المشرفات، وتدعى كريستيانا سيرخو: «كان أكبر متحف للتاريخ الطبيعي في أمريكا اللاتينية، لدينا مجموعات لا تقدر بثمن»، فيما اعتبرت وزيرة الثقافة السابقة مارينا سيلفا أن ما حدث أشبه ب»تدمير للذاكرة الجمعية للبرازيليين». وفي سياق متصل، قال نائب مدير المتحف لويز دوارتي: «إنها كارثة لا تطاق. ضاع 200 عام من تراث هذا البلد، ومعها 200 عام من العلم والثقافة». ولم يتضح على الفور كيف بدأ الحريق في المتحف المرتبط بجامعة ريو دي جانيرو الاتحادية ووزارة التعليم، والذى جرت فيه عمليات صيانة في السنوات الأخيرة، فيما أشارت تقارير إلى أن رجال الإطفاء لم تكن لديهم المياه الكافية لمكافحة الحريق. وقال روبرتو روباداى قائد فريق الإطفاء في ريو دي جانيرو، إن رجاله لم يكونوا يملكون ما يكفي من المياه في بادئ الأمر، بسبب جفاف صنبورين مخصصين للإطفاء قرب المتحف، وأوضح أنه تم جلب الماء بواسطة شاحنات من بحيرة قريبة. وأكد المسئول أن المتحف «بناء قديم فيه الكثير من المواد القابلة للاشتعال، مثل الخشب والوثائق الورقية وغيرها»، مما أدى إلى اتساع رقعة النيران بسرعة.. وقد حاولنا تحذير السلطات وإعطاءهم إشارات بإمكانية وقوع الخطر طوال عام كامل، لكنهم كانوا يكتفون بإخفاء العيوب بالطلاء الخارجى ، ثم تفككت الصواميل وكثرت التسريبات من عدة مناطق فى الخزان المائى ، وبدلا من الالتفات للكارثة قبل حدوثها تحول الأمر إلى سخرية واستخفاف، حيث اعتاد الأطفال الذهاب إلى الخزان بأرغفة الخبز والأطباق لتناول الإفطار يوميا وأوضح أن عملية الكسح والتنظيف استمرت ستة أشهر كاملة و أكثر من 80000 ساعة عمل لتنظيفه ،وكانت مهمات الإنقاذ في غاية الصعوبة، وتدخلت قوى الشرطة والجيش والصليب الأحمر في عمليات الإنقاذ . وكالعادة تم إلقاء اللوم فى بادىء الأمر على حراس الأمن وعمال الصيانة ، لكن فى النهاية تم ادانه المسئولين الحقيقين فى الشركة والمهندسين والمشرفين واجبارهم على دفع التعويضات.