تعانى فتياتنا هذه الأيام الوقوع فى أسر التقاليد والعادات السلبية والاستهلاكية التى لا فائدة لها ولا جدوى من التمسك بها. واعتناق مفاهيم خاطئة عن مقومات الحياة الزوجية فى المستقبل والتى تتمثل فى المتطلبات المادية المبالغ فيها لتأثيث مسكن الزوجية، خاصة فى ظل ارتفاع أسعار معظم السلع الكهربائية والمعمرة حاليا. وتقول د. سناء محمد النجار الأستاذ المساعد بقسم إدارة مؤسسات الأسرة والطفولة بكلية الاقتصاد المنزلى جامعة حلوان إن الحل الأمثل لعلاج هذه المشكلة الخطيرة يكمن فى توعية الفتيات المقبلات على الزواج وتبصيرهن بأن السعادة الحقيقية تكمن فى البساطة والقناعة والاعتدال ونبذ المظاهر الكاذبة والبعد عن التقاليد البالية، وعند تأثيث مسكن الزوجية والاستعداد للزواج ينبغى على كل فتاة عدم المبالغة فى اقتناء الملابس والاكتفاء بما هو ضرورى، وأيضا الابتعاد عن شراء هذا الكم الهائل من المفروشات التى لا تجد العروس مكانا لتخزينها فى عش الزوجية الجديد. أما الأثاث فنسعى إلى اختيار ما يناسب ظروف المسكن ومساحته والحالة الاقتصادية ومحاولة شراء قطع الأثاث المتعددة الاستخدام التى تناسب المساحات الصغيرة، ولتكن الأدوات المنزلية هى اللازمة للاستخدام فقط، وليس للحفظ والعرض والمباهاة. أما الأجهزة الكهربائية فتكفى ثلاجة صغيرة للحفظ والتبريد لأسرة قد لا يتعدى أفرادها فى المستقبل 4 أفراد والاكتفاء بغسالة واحدة وتكون عملية واقتصادية، وموقد الغاز المناسب حتى لا يضيق به المكان ويكون سهل الاستخدام. ويمكن الاستغناء عن حجرة نوم الأطفال حتى لا تربك ميزانية الزوجين، والتخلى عن بعض الأجهزة الباهظة الثمن مثل الميكرويف والتكييف لأن المشكلة ليست فى ثمنها الغالى بل فى فاتورة الكهرباء الباهظة التى ستتكبدها الأسرة الصغيرة فيما بعد. وتختتم الدكتورة سناء حديثها قائلة إنه بهذه البساطة يتحقق الاستقرار للأسرة فى المستقبل وتتجنب الأزمات المادية التى قد تؤدى إلى تفككها ويعيش الزوجان حياة آمنة.