رغم سعادتى بالمشروعات القومية العملاقة فى جنوب الصعيد والتى بدأ الرئيس السيسى افتتاحها وعلى رأسها مشروع قناطر أسيوط الجديدة وهو أحد أكبر مشروعات الرى فى مصر، منذ إنشاء السد العالى، ويحسن خدمات الرى فى نحو 20% من مساحة الأراضى الزراعية بمصر علاوة على مايوفره من كهرباء من محطة توليد طاقة كهرومائية به إلا إننى ومنذ سنوات طويلة مازلت أقف عاجزا عن تفسير ظاهرة ضعف إقبال رجال الأعمال والمستثمرين من أبناء الصعيد على الاستثمار فى محافظاتهم رغم أنه يندر وجود منطقة تجارية أو صناعية أو سكنية فى القاهرة والإسكندرية أو الدلتا ليس بها وجود لرأس المال القادم من الصعيد. ورغم أن الكثيرين سيسارعون للقول إن المشروعات القومية العملاقة مثل قناطر أسيوط الجديدة يستحيل ان تقام بأموال القطاع الخاص وبالتالى فإنه من الظلم أن نقول إن رجال الأعمال الصعايدة لايستثمرون فى محافظاتهم إلا أن الرد على هذا الكلام حاضر ومتجسد فى نفس جولة الرئيس السيسى فى جنوب الصعيد ويتمثل فى قيامه بافتتاح أكبر مجمع صناعى لإنتاج الأسمنت والرخام والجرانيت، فى محافظة بنى سويف، ويضم 3 مصانع كبرى كل منها يحتوى على خطى إنتاج بإجمالى 6 خطوط، تكفى لإنتاج ما يزيد على 11 مليون طن سنويًا، وبما يزيد على 37 ألف طن يوميًا وهو استثمار كان يمكن أن يقوم به أو بمثله القطاع الخاص الصعيدى لأنه ببساطة مربح وتسويق إنتاجه سهل. والخلاصة هى أن الصعيد لن ينهض بمشروعات الحكومة وحدها ولابد من مشاركة رأس المال الصعيدى الداخلى كما يحدث فى الدلتا وغيرها عندما يتسابق أبناء الإقليم على المشاركة فى تنمية وتعمير مدنهم وقراهم. لمزيد من مقالات أشرف أبو الهول