باب المندب أو بوابة الدموع، مضيق يفصل البحر الأحمر عن المحيط الهندي، سمى بذلك لأن البحارة قديما كانوا يندبون على موتاهم حينما يلجأون إليه لمخاطره المتمثلة فى كثرة الشعاب المرجانية والجزر الصغيرة فيه. يعتبر باب المندب مضيقا عربيا خالصا ويحده من الجانب الإفريقى جيبوتى ومن الجانب الآسيوى اليمن، عرضه نحو 30 كيلومترا وتقسمه جزيرة بريم، تقدر السفن التى تعبره بأكثر من 25 ألف قطعة بحرية سنوياً تحمل أكثر من 7 %من التجارة العالمية منها نحو 38 مليون برميلا من النفط يوميا. وزادت أهمية المضيق بعد افتتاح قناة السويس عام 1860 وكان نقطة محورية فى الصراع والتنمية بالمنطقة وإحدى النقاط الحاكمة فى حرب أكتوبر 1973، وبعد أحداث سبتمبر2001 وضمن ما يسمى الحرب ضد القاعدة ومكافحة القرصنة أرسلت الولاياتالمتحدة قوات بحرية لتأمين الملاحة الدولية. والآن عاد باب الدموع للظهور مرة أخرى فى ظل ما تشهده اليمن من أحداث كانت محصلتها حربا طاحنة واختراقا إستراتيجيا إيرانيا مكنها عبر وكلائها الحوثيين من الوصول الى المضيق وضرب ناقلات نفط سعودية وقبلها إماراتية ، وما تلا ذلك من تأكيدات للجنرال قاسمى سليمانى قائد فيلق القدس الإيرانى إن البحر الأحمر لم يعد آمناً بوجود القوات الأمريكية لترسل بريطانيا قواتها، لتشتعل فعليا حرب المضايق ضمن الحروب التى تخاض على حساب العرب وبدمائهم وعلى أراضيهم. إن باب المندب والبحر الأحمر من أسس الأمن القومى المصرى وتلك حقيقة جيوبولوتيكية تاريخية واقتصادية رسخها الواقع، وما يحدث فيه الآن لابد من التصدى له بكل السبل لأنه يؤثر ليس على قناة السويس فقط بل على جميع النواحى التى تمس السيادة والتنمية والمستقبل للجميع. لمزيد من مقالات محمد الأنور