بعد ساعات من فرض عقوبات أمريكية على موسكو بسبب قضية الجاسوس المزدوج سيرجى سكريبال، وصفت السفارة الروسية فى الولاياتالمتحدة أمس عقوبات واشنطن الجديدة بأنها «قاسية»، واعتبرت أن اتهام موسكو بتسميم الجاسوس السابق وابنته فى بريطانيا مناف للمنطق. وقالت السفارة فى بيان لها إن النتائج التى توصلت إليها الولاياتالمتحدة فى هذه القضية ليست مدعومة بأدلة. وتابع «اعتدنا عدم سماع أى حقائق أو أدلة». وذكرت السفارة أن موسكو تواصل الدعوة لتحقيق مفتوح وشفاف فى واقعة التسميم. ومن جانبه، أعلن دميترى بيسكوف المتحدث باسم الكرملين رفض بلاده للربط بين العقوبات الأمريكية الجديدة التى قال إنها غير قانونية، وبين الحادث الذى وقع فى سالزبيرى البريطانية . وأضاف بيسكوف أن قرار واشنطن يقف على طرفى نقيض مع الأجواء الإيجابية التى خيمت على القمة التى جمعت زعيمى البلدين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب فى العاصمة الفنلندية هلسنكي. وقال إنه من السابق لأوانه الحديث عن ردود فعل محتملة من جانب روسيا على قرارات لم تصلنا بعد فى صيغتها الرسمية. وكانت واشنطن قد أعلنت أول أمس أنها ستفرض عقوبات جديدة على روسيا بعد أن تأكدت أن موسكو استخدمت غاز الأعصاب ضد العميل الروسى فى مارس الماضي. وقالت هيذر ناورت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فى بيان «إن الولاياتالمتحدة خلصت - وفقا لقانون القضاء على الأسلحة الكيماوية والبيولوجية ومراقبتها الصادر فى عام 1991- إلى أن حكومة الاتحاد الروسى استخدمت أسلحة كيماوية وبيولوجية فى انتهاك للقانون الدولى أو استخدمت أسلحة كيماوية أو بيولوجية فتاكة ضد مواطنيها»، وأضافت المتحدثة أن العقوبات ستطبق فى 22 أغسطس الحالى . وبالتزامن مع الإجراءات العقابية، أعلن السيناتور الجمهورى الأمريكى راند بول أمس أنه سلم رسالة من الرئيس الأمريكى إلى نظيره الروسى تقترح تعاونا بين الطرفين وذلك بعد أسابيع من انتقادات حادة لترامب لعدم انتقاده لبوتين حول مسألة التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية خلال اجتماع هلسنكي. وكتب بول على تويتر «الرسالة أكدت على أهمية التواصل بدرجة أكبر فى عدد من القضايا منها مكافحة الإرهاب، وتعزيز الحوار التشريعي، واستئناف التبادل الثقافي». وذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء نقلا عن المتحدث باسم الكرملين قوله إنه جرى تسليم الرسالة عبر القنوات الدبلوماسية. وقال المتحدث إن الكرملين لم يعرف بعد مضمون الرسالة. ومن ناحية أخرى، ذكر فريق محامو الرئيس الأمريكى أنهم مازالوا يتفاوضون مع روبرت مولر المحقق الخاص فى قضية التدخل الروسى المحتمل فى الانتخابات الأمريكية، بشأن طلب مولر عقد لقاء مع ترامب، لاستجوابه حول اتهامات بتعمد ترامب عرقلة سير العدالة والتحقيق فى حدوث اتصالات بين فريق ترامب الانتخابى وقتذاك وبين روسيا. وكشف المحامون أنهم قدموا عرضا آخر على مولر ولكنهم لم يوضحوا تفاصيله، مشيرين إلى أن فريق مولر مازال يبحث اقتراح إجراء استجواب مكتوب للرئيس الأمريكى دون اللجوء إلى استجواب مباشر معه. وفى سياق متصل، أكد كلارنس نيلسون السيناتور الديمقراطى عن ولاية فلوريدا أن عملاء روس اخترقوا بعض الأنظمة الانتخابية بالولاية وذلك قبيل بضعة أشهر من انتخابات الكونجرس المقررة نوفمبر المقبل، محذرا من التدخل الروسى فى الانتخابات المرتقبة ، ولكن المسئولون الحكوميون بالولاية قالوا إنه ليس لديهم معلومات تؤكد مزاعم نيلسون.