تلك حكايات لطيفة عن مهارات إدارة الأزمات ..والخروج بأكبر المكاسب وأقل الخسائر إذا أحسنا إعمال العقل والفكر فى أعقد الأمور وأبسطها.. والحكاية الأولى تقولةأرملة مات زوجها ولديها ابنة فائقة الجمال. عشق الابنة شاب وسيم ولكن الأم طلبت ثلاثين ألف دينار مهرا لابنتها. كافح الشاب من أجل تحقيق حلمه ثم أخبَر أباه برغبته بعد أن جَمع 30 ألف دينار. الأب رأى أن المبلغ مبالغ فيه وأن الأمر يحتاج إلى تفاوض وأن عشرة آلاف دينار فقط تكفي..اصطحب ابنه وقال له لاتتكلم دعنى أعقد الصفقة لصالحنا فقط راقبنى وتعلم. بدأ الحديث مع الأم وقال لها بصراحة ابنى يريد أن يتزوج ابنتك وهذه 10 آلاف دينار مهره. أتمنى ألا تُقاطعيني.. فقالت لا لقد حددت مهرها ولن أتنازل عن مليم واحد. قال الأب وهذه ال 10 آلاف الأخرى مهٌر لك لتكونى زوجًة لي. ابتسمت الأم وقالت: على بركة الله... وعند سؤال الإبن لأبيه و 10 ألاف دينار المتبقية متى تعيدها لي، رد عليه قائلا: هذى راضيت بها أمك عشان أخذت الثانية! القصة تبدو مضحكة ولكن إدارة الأزمات تحتاج بكل تأكيد إلى خبير محّنك. أيضا أعجبتنى حكاية أخرى وهى تجربة مدهشة قامت بها صحيفة الواشنطن بوست .. تؤكد الألمعية والتفكير الإبداعى والآفاق التى يتحرك من خلالها الصحفيون لصناعة الأحداث واكتشاف أسرار التعامل مع الرأى العام ومزاجه وتقلباته وتناقضاته فماذا فعلوا؟ .إليك ماكان: فى صباح يوم بارد وقف رجل فى إحدى محطات المترو فى العاصمة الأمريكيةواشنطن. وبدأ يعزف على الكمان مقاطع من أرقى مؤلفات باخ لمدة 45 دقيقة.. ولأنها ساعة الذروة فقد مر به حوالى 1100 شخص معظمهم فى طريقه إلى العمل. بعد 3 دقائق من بدء العزف. أبطأ رجل فى سيره ثم توقف لبضع ثوان ليستمع للموسيقى ثم أسرع فى طريقه. بعدها بدقيقة تلق عازف الكمان الدولار الأول من امرأة ألقت له المال دون أن تتوقف وواصلت السير. طفل عمره حوالى 3َ سَنوات هو من أظهر أكبر قدر من الاهتمام. كانت والدته تحثه عل السير لكنه توقف لإلقاء نظرة على عازف الكمان. ملتفتا برأسه طوال الوقت، وأخيرا واصل الطفل المشى، وتكرر هذا الأمر مع العديد من الأطفال، وخلال 45 دقيقة من عزف الموسيقى لم يتوقف ويستمع لمدة من الوقت سوى 6 أشخاص. وقدم 20 فقط ممن مروا المال للعازف ثم واصلوا السيركانت نهاية 45 دقيقة من العزف مبلغ 32 دولارا .. وعندما أنهى العزف وعم الصمت, لم يصفق أحد! لم يلاحظ أحد أن عازف الكمان هو جوشو بيل واحد من أكبر وأشهر الموسيقيين الموهوبين فى العالم. وأنه عزف مجموعة من القطع الموسيقية الأكثر تعقيًدا وأنه يعزف على كمان قيمته 5.3 مليون دولار. وانه قبل يومين من عزفه فى المترو. كانت الفكرة الأساسية هي: هل ندرك الجمال فى جو غير مناسب وساعة غير مناسبة؟ - هل نتوقف لنقدره؟ هل نتعرف على الموهبة فى سياق غير متوقع؟ أحد استنتاجات هذه التجربة هو: إذا لم يكن لدينا لحظة لنتوقف ونستمع لواحد من أفضل الموسيقيين فى العالم. فكم من الأشياء حولنا أثناء مسيرة الحياة تفوتنا ونحن لم نستمتع بها؟ نقِدر أشياء ونعتبرها جميلة المظاهر لمجرد أن الناس عموما تراها جميلة. هل لديك تعليق عزيزى القارئ؟ وهل توافقنى على أنه مهما تكن لدينا مشكلات وإحباطات فإن الحلول دائما تحتاج إلى عقول ذكية ومحامين أذكياء؟! لمزيد من مقالات د. جمال الشاعر