حالة من الصدمة انتابتنى وأنا أقرأ تفاصيل تصريحات لمصادر إسرائيلية عن ملابسات عملية قنص وقتل جندى إسرائيلى على حدود قطاع غزة مساء يوم الجمعة الماضى وهو الهجوم الذى كاد يتطور إلى عدوان إسرائيلى شامل على القطاع بما يفوق فى ضراوته وخسائره للجانب الفلسطينى عدوان عام 2014 الذى أدى لسقوط مايزيد على ثلاثة آلاف شهيد وجريح علاوة على تدمير مايقرب من ربع مبانى غزة, لولا التحرك العاجل لمصر لوقف تدهور الأمور والاتفاق على العودة للتهدئة. فقد كشفت المصادر العسكرية الاسرائيلية النقاب عن اقتناع سلطات الاحتلال بأن حركة حماس لا تقف وراء مقتل الجندى الاسرائيلى على يد قناصة على حدود غزة لأنه من غير المنطقى أن تتخذ قيادة حماس قرارا بإطلاق الرصاص على الجنود الإسرائيليين، بينما كان كبار الشخصيات فى حماس، بما فى ذلك رئيس المكتب السياسى، إسماعيل هنية، موجودين فى مسيرة العودة على حدود القطاع وسط المواطنين العاديين وبالتالى كان من السهل اصطيادهم واغتيالهم, وأضافت تلك المصادر أنها تعتقد بان هناك طرفا آخر غير حماس أطلق النار وقتل الجندى، أو أن خلية من حماس تصرفت بشكل فردى دون أى أوامر من القيادة وهو أمر شديد الخطورة لأنه يكشف عن وجود طرف ثالث فى غزة يتآمر عليها ويرغب فى تدميرها لسبب ما خاصة أن إسرائيل تبحث عن ذريعة للعدوان على القطاع، وتتمنى زواله من الوجود، ولذلك فلابد أن تشارك كل الأطراف الفلسطينية الفاعلة فى غزة، وليس حماس فقط فى تشكيل لجنة تحقيق مشتركة للبحث عن الجهة المتآمرة وكشفها حتى لاتكرر تجربتها وتنجح فى جلب عدوان سيؤدى إلى مآسىٍ تزيد فى شدتها عن ماّسٍ عدوان 2014. لمزيد من مقالات أشرف أبو الهول