كبشر.. ينبغى أن يكون لنا حدود لايقترب منها أحد إلا بالقدر الذى نسمح به ونراه مناسبا لحياتنا، «وحدودنا» نحن النساء أشد صعوبة وأكثر صرامة، فهى لا تسمح بالردع ولا التخويف ولا الإرهاب ولاحتى تلويح بالنبذ والمقاطعة والخصام أو التطليق أو الحرمان من الأطفال، ولاتسمح بالتوبيخ أو الزجر أو التسبب فى جرح، « وأستوب» لأى محاولة للنيل منا، ولكل امرأة منا حدودها الأمنية تعرفها تماما وترسمها فى مخيلتها لضمان حماية كينونتها ووجودها، فإذا ماحاول «شخص ما» الاقتراب من توقيفها أو تحقيق طموحاتها وأمنياتها فهى على الفور ترفع «الكارت الأحمر» إنذارا بالمنع من الدخول فى حياتها، وحدود المرأة هنا تعنى باختصار « حماية انسانيتها.. كرامتها وكبريائها» من أى متسول أو طامع فى إحكام السيطرة عليها، تلك الحدود التى تحيطها وتوفر لها سبل الأمان، تشبه تماما حدود الدول التى تحرم الاقتراب منها وتحذر من تسلق أسوارها وأسلاكها المانعة الشائكة وتمنع التحليق بطائراتها الاستطلاعية فوق سمائها، وما التسامح فى حدود النفس: الا اعطاء الضوء الأخضر للغرباء أو –الأوغاد- لاختراق حياتنا ومعرفة أسرارنا والوقوف على نقاط قوتنا وضعفنا بانتظار لحظة الاقتحام للنيل منا، وحدود المرأة المصرية لا يتخطاها كل طامح مختال، انما يملك مفاتيحها الشرفاء الذين يقدمون لها خالص الاحترام «كما أوصى السيد رئيس الجمهورية»، وهم الذين لا يمسسنها بسوء ذوو الخلق الرفيع الذين لايعرفون التحرش الجسدى أو اللفظى ولا يستخدمون الصوت الجهورى ضدها، وبالطبع هم هؤلاء الذين لا يعملون على هدم كيانها ولا يحاولون طمس شخصيتها، ومن المؤكد أنهم هؤلاء الذين يجعلونها شامخة واثقة قوية وبيد غير مرتعشة تشارك فى بناء الوطن، فحدود الدول وكرامتها لاتتحقق الا بالحفاظ على حدود نساءها، والحفاظ على حقوقهن وعدم التهاون بمقدراتهن وقدراتهن. فمن أهم أسس بناء وتطور المجتمعات هو الحفاظ على حدود نسائها بالحفاظ على كرامتهن ورفعة شأنهن، وبتوفير كافة سبل الأمن والاستقرار السياسى لهن وتحقيق طموحاتهن فى اثبات الذات وفى عدم الاستهانة بهن أو الا ستخفاف، والتى عشناها مرا وسقما قبل خمس سنوات عندما اخترق الاخوان وأعوانهم حدودها ولخصوها فى قالب واحد مسيء هو: أنها وجدت للمتعة وأنها «رجس من عمل الشيطان» والآن وبعد معاناة وبعد القضاء على الارهاب بنسبة 85% فى عهد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى وقد أصبحت مصر دولة مؤسسات، أصبح للمرأة دولتها وحدودها الكريمة التى لايمكن بأى حال اختراقها وقد حصلت المصرية وعلى مرأى من العالم كله على كامل حقوقها فى التعليم وفى إبداء الرأى والمشاركة فى النشاطات والمهام الوطنية، وقد حملت المزيد من الحقائب الوزارية الثقيلة التى لم تكلف بها من قبل وفى أى عصر، ولازالت المرأة تشارك بلاهوادة فى عمليتى البناء والتنمية، وأصبحت المرأة المصرية الآمنة داخل حدود الوطن سببا فى تطور بلادها وازدهارها، ومن المعروف أن المجتمعات التى احترمت المرأة وتعاملت معها على أنها الاشد بأسا و ضراوة آمنت على نفسها وآمنت على حدودها، ومن استهانت بقدراتها لازالت لا تأمن على حدودها من المطامع والعدوان. وللحفاظ على حدودنا الوطنية فقد بات ضروريا الحفاظ على –عزتنا وكرامتنا- بالبعد عن المهاترات والأقوال المحبطة الهادمة، والحفاظ على الآداب والأخلاق الكريمة، وتقوية العزم وعدم نشر الشائعات والتخلص من الاحباط والتوقف عن القول الغليظ والحرص على قول كل ماهو مشجع وجميل، والحفاظ على حدودنا جميعا يكون بالعمل الجاد وبالظهور العلمى الجيد أمام العالم وتحسين ظروف البلاد والارتقاء بها الى واقع أفضل ، والأهم هو الحفاظ على قوة بأس جيشنا وشرطتنا للمحافظة على حدود بلدها بمساندة كل أبنائها الشرفاء دون استثناء. [email protected] لمزيد من مقالات سعدية شعيب;