غياب وسائل المحاسبة القانونية والإدارية والمهنية حول ما جرى فى فضيحة أداء المنتخب الوطنى لكرة القدم فى مونديال موسكو، أدى فى النهاية إلى تكاثر تصريحات لبعض مسئولى اتحاد كرة القدم، وبعض أعضاء الجهاز الفنى للمنتخب، تعيد مرة أخرى الاسطوانات النشاز عن «أن طريقة المدير الفنى هيكتور كوبر عظيمة ولكنكم لا تفهمونها»، أو تغرقنا فى سلسلة من الترشيحات لمدير فنى جديد لا نعرف الأسس التى تم اختياره على أساسها، سواء كان سكولارى أو كلينسمان أو غيره، أو تتهمنا (على طريقة السياسة) بأنه ليس لدينا معلومات!، فالمماطلة والتلكؤ فى الحساب تؤديان إلى تسييد فكر يعتمد على اختراع المبررات والحيثيات والذرائع الفارغة، من ضمنها الحديث عن أن مباريات روسيا وأوروجواى من مجموعة مصر أثبتت أنهما منتخبان قويان. وماذا عن السعودية، ألم تغلبنا هى الأخرى، ثم إن فريقا مثل روسيا لم يك قويا جدا بالمعايير الفنية، ولكنه امتلك إرادة النصر، والروح الإيجابية التى أوصلته إلى دور الثمانية، وحين خرج منه كان مظللا باحترام الدنيا كلها والاعتراف بكفاحه واستحقاقه لمحبة جمهوره، فأين نحن من هذا الكلام، نحن لم نطالب بأن نفوز فى كل مبارياتنا ولكننا طالبنا بأن يكون شكلنا محترما، وأن نلعب كرة قدم من تلك التى نعرفها، وليس من التى يهلل لها أعضاء اتحاد الكرة، وأعضاء الجهاز الفنى للمنتخب على اعتبار أنها «كرة القدم الحقيقية»!.. ثم إن أوروجواى أيضا لم تك خصما لا يقهر كما يحاول أعضاء اتحاد كرة القدم وأعضاء الجهاز الفنى للمنتخب أن يشيعوا ويروجوا فى فضاء الرأى العام المصرى، نحن لم ننتصر على أوروجواى لأننا افتقدنا إرادة النصر وخطة وعناصر بشرية وفنية تحقق ذلك النصر.. نحن كنا فريقا سيئا يلعب كرة قدم سيئة ولا يصلح بعض أفراده للعب فى فرق مراكز الشباب، ونفى واستبعاد أرجحية الرأى العام فى تقييم عروض الفريق كانا سببا رئيسيا فى الاستفراد والاستفراس بنا وظهور منتخبنا الوطنى وكأنه حطام مستباح مبعثر. لقد راقبت وزير كهرباء اليابان ينحنى لمدة عشرين دقيقة أمام الشعب اليابانى لأن الكهرباء انقطعت لمدة عشرين دقيقة فى بلاده، فمتى أرى المسئولين المصريين حتى فى كرة القدم ينحنون اعتذارا للشعب المصرى؟!. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع