كان لإعلان شبكة تويتر حذف مليون حساب مزيف يوميا، صدى كبير عالميا على الجدل الذى لا ينقطع عن تأثير شبكات التواصل الاجتماعى على مجريات الأحداث، واستخدامها فى الحروب الكونية الجديدة، كسلاح دمار شامل لصورة ذهنية، وهدم كيانات أو أشخاص أو حتى ثقافات أخذت الكثير من الوقت لترسيخها. ولا يراهن "تويتر"، الذى تخطى مستخدميه 360 مليون حساب، على عدد مستخدميه بقدر ما يراهن على كونه شبكة للنخبة والمشاهير سواء أشخاص أو كيانات، ويكون منصة لأخبارهم بمصداقية وثقة، فمنذ عدة شهور أعلنت الشركة وبشفافية عن إمكانية وجود اختراقات للحسابات بعد اكتشاف ثغرة فى نظام تشفير حسابات المستخدمين، ونصحتهم بتغيير كلمة السر، ومرت الواقعة دون أدنى تأثير على نشاط هؤلاء المستخدمين. لكن هذه المرة فالتأثير مختلف، حيث تقوم الشبكة بحذف الحسابات المشكوك فى كونها مزيفة وتستخدم فى مهام مشبوهة من نشر وترويج لأخبار مزيفة، بما يعيد للأذهان فضيحة الفيس بوك وإعلان أن شركات روسية تدخلت فى الانتخابات الأمريكية الأخيرة، عن طريق الترويج لأخبار مزيفة أثرت على اتجاهات الناخبين وتسببت فى فوز ترامب على هيلارى كلينتون. وينتصر القرار لأصحاب نظرية عدم الاعتداد بتوجهات شبكات التواصل الاجتماعى كمؤشر للرأى العام، كونها ساحة لجماعات مصالح منظمة تجيد استخدامها فى خلق صور قد لا تكون على أرض الواقع، مثل تفوق لاعب كرة معتزل منذ سنوات فى استطلاعات رأى على محمد صلاح لاعب المنتخب المصرى وليفربول الإنجليزى، ومن قبلها روما الإيطالى وهو ما لم يحققه لاعب مصرى فى التاريخ!. ويقع فى فخ هذه الاستطلاعات على شبكات التواصل بعض الإعلاميين من خلال محاولاتهم لخلق ما يسمى "التريند"، وذلك من الأخطاء التى تساهم فى إثبات أن هذه الشبكات معبرة عن الرأى العام، رغم إثبات أن هناك جماعات وشركات تدير عبر أجهزة آلية ملايين من الحسابات الوهمية وتستخدمها فى الترويج للأخبارالمغلوطة فى عصر سيطرت تلك الشبكات على العالم. ويستخدم الرئيس ترامب حسابه على "تويتر" بكثافة وحرفية، حيث كتب تغريدة نصها "تويتر يتخلص من الحسابات المزيفة بسرعة قياسية"، ويستفيد من التغريدة فى ضرب مصداقية وسائل الإعلام التى تعاديه ويتساءل هل سيشمل ذلك الصحف ويذكر بالاسم "نيويورك تايمز" الذى يصفها بالفاشلة، وأضاف "وآلة الدعاية لواشنطن بوست التى تنشر باستمرار تصريحات لمصادر غير محددة". فهل نستفيد من ترامب بعدم الاعتداد بوسائل ليس فى مصلحتنا الاعتراف بما تصل إليه من نتائج يستخدمها البعض ضدنا وليس لدينا الأدوات لاستخدامها!. [email protected] لمزيد من مقالات شريف عبدالباقى