عندما تستقر أحوال الناس المعيشية فى مجتمع ما، وينتعش اقتصاد دولته، تنطلق لدى أفراده أفكار جديدة خارج الصندوق، تسعى للمساعدة فى تلبية بعض الاحتياجات التى لا يقوى عليها الفرد عندما يصاب بالعجز أو المرض، مثال ذلك ما يحدث اليوم فى دولة مثل سويسرا، والتى أنشأت بنكا يهدف إلى تحقيق جانب من جوانب الضمان الاجتماعى بين أفراد المجتمع، وأطلقت عليه «بنك إيداع الوقت» أو فى تسمية أخري، «بنك الزمن»، وتقوم فكرته على التعامل فى الوقت بدلا من المال، بحيث يتم فتح حساب للمستثمر تحت مسمى «حساب الزمن» فيودع المستثمر فيه ساعات عمل يطلق عليها ساعات كسب الوقت، وهى الساعات التى يكتسبها من خدمة عملاء البنك المرضى والمسنين وذوى الاحتياجات الخاصة، الذين لا يجدون بين الأهل والأسرة من يرعى شئونهم. وتتلخص هذه الخدمة فى قيام البنك بإرسال أحد عملائه لمرافقة مريض سواء فى منزله أو بالمستشفي، أو لمصاحبة عجوز أو مسن للتمشية والتسوق، أو لنظافة منزل أحدهم، فيحقق البنك الهدف المنشود من فكرة الاستثمار فى صورة أداء خدمة لعاجز أو مريض أو مسن لا يقوى على خدمة نفسه، ويحقق المستثمر لنفسه رصيدا إضافيا يضاف لحسابه بالبنك من ساعات الخدمة المكتسبة. وكلما زادت الساعات المكتسبة من هذا العمل، ارتفع رصيد المستثمر فى البنك، حتى إذا دارت به عجلة الزمن وتحول إلى مسن أو عاجز أو مريض، فعليه أن يتقدم للبنك بطلب للسحب من رصيده، لكى تدور الدائرة ويتمتع بواحدة أو أكثر من الخدمات المنوه عنها. وعندما يتماثل عاجز أو مريض للشفاء، تراه يسارع لتعويض ما تم استهلاكه من رصيده البنكى من ساعات كسب الوقت بإضافة أوقات أخرى يحصل عليها من خدمته الآخرون. ومثل هذه الخدمة البنكية التى تدخل فى باب المصلحة العامة، تتطلب إخلاصا فى أداء العمل، وانضباطا وإحساسا بالمسئولية، وإدارة بنكية ملتزمة وجادة وحريصة على مصالح الناس والمجتمع، ونحن فى مصر نتطلع بمشيئة الله للخروج قريبا من أزمتنا الاقتصادية، فنجد بيننا من يغرد خارج الصندوق بأفكار تعادل مثل هذه الفكرة أو تفوقها هدفا وتخطيطا وتنفيذا وانضباطا. لواء مهندس فؤاد على الطير