مثل كثيرين أحرص على مشاهدة شعائر صلاة الجمعة أو الاستماع إليها لما تمده إيانا آيات الذكر الحكيم من راحة وسكينة. وبات يلفت نظرى نداءات وصيحات الحاضرين فى أثناء التلاوة بما يعتقدون أنه تعبير عن الاستحسان ومجاملة للقارئ . وأرى أن ذلك فيه عدم خشوع، وايضا تشويش على القارئ فى أثناء التلاوة. المفروض أن ننصت ونتمعن فى معنى الآيات ترجمة لقوله تعالى فى سورة الأعراف: «وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون» .أرجو أن يلتفت القائمون على الأمر إلى أهمية توعية المصلين بذلك حتى يترسخ فى وعيهم وسلوكهم ادب الإنصات وعدم التشويش. ولنا أن نتخيل لو أن كلا من الحاضرين سيطلق تلك الصيحات والنداءات كيف يكون شكل الصلاة ؟ يجب أن نميز بين حضور صلاة تتطلب الخشوع، وحفل غنائى أو رياضى يعبر فيه المشجعون عن حماسهم .تقول الراحلة الأم تيريزا: للتواصل مع الله نحتاج للسكون والهدوء، ولا يمكننا ذلك فى الضوضاء والصخب، فالله قريب من السكون. أيضا فى إعلامنا من المهم أن نبدأ فى استيعاب أهمية غرس قيمة الإنصات للآخر وعدم المقاطعة المستمرة للمتحدث. فاللافت أن كثيرين من مقدمى البرامج يعتقدون خطأ أن من المهارة كثرة مقاطعة الضيف أو المتحدث واستعراض معرفتهم هم، ويحرمون المشاهد من الاستفادة من رأى الضيف. وتحدث تلك المقاطعات تشويشا للمشاهد والضيف على حد سواء. فمن يوجه هؤلاء لآداب الحوار؟ أظن علينا استعادة فضيلة الإنصات والفهم لما يقوله الآخرون ونتخلى عن سلوك الصخب والصوت العالى وانفلات العبارات المتدنية فى حواراتنا وفى أعمالنا الدرامية التى باتت تدس علينا سلبيات أخلاقية مما يشوش تفكير الكثيرين الذين ينجرفون وراءها اعتقادا أن ذلك من متطلبات العصر. لمزيد من مقالات إيناس نور