بادرت مصر بإدانة محاولة الاغتيال الفاشلة التى استهدفت رئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد أمس وسط حشد من أنصاره بأديس أبابا.. وأكدت القاهرة ثقتها فى قدرة الحكومة الإثيوبية على تحقيق الأمن والاستقرار وسلامة البلاد، مشددة على مواصلة العمل مع الجانب الإثيوبى لتحقيق تطلعات الشعبين الشقيقين.. ومنذ اللحظة التى تولى فيها آبى أحمد مسئولية السلطة فى إثيوبيا وهناك انفتاح ملحوظ على جميع الملفات المحلية والإقليمية.. فقد زار آبى مصر أخيرا وأجرى مباحثات أخوية مع الرئيس عبدالفتاح السيسي. وأكد خلالها عمق العلاقات بين البلدين وأقسم فى مؤتمر صحفي.. على الحفاظ على حصة مصر من مياه النيل وعدم تأثرها بسد النهضة وقال نصا «سنحافظ على حصة مصر من مياه النيل وسنعمل على زيادتها ونريد أن نتعاون فى كل المجالات وليس فى مجال المياه فقط». بالمقابل تحرص مصر دوما على العبور بالعلاقات مع إثيوبيا من مناطق الخلاف والصدام إلى آفاق المصارحة والحوار فى العديد من الملفات خصوصا سد النهضة الذى دخل بفضل الاصرار على ايجاد حلول ترضى جميع الأطراف إلى مرحلة متقدمة أوشكت على تحقيق المنافع المشتركة والتغلب على الرؤى المتشددة التى تركز على المصالح الخاصة دون اعتبار لمتطلبات ومصالح الآخرين.. فالعلاقات المصرية الإثيوبية الممتدة عبر آلاف السنين إنما تقوم على الأخوة والصداقة ووحدة المصالح.. ويعضد نهر النيل هذه العلاقات فهو مصدر الحياة للشعبين الشقيقين وغيرهما من شعوب هذا النهر العظيم.. ومهما اختلفت الرؤى أو تباعدت تظل وحدة التاريخ والأرض والنهر هى منابع الحياة ورصيد الاستقرار لمصر وإثيوبيا.. ولكل منهما رصيد افريقى ودولى يشكل نواة لقوة اقليمية كبري.. اقتصاديا وسياسيا وهذا ما تسعى إليه مصر بقوة واصرار.. فقد تم توقيع عدة اتفاقيات على صعيد التبادل التجارى، فضلا عن توجيه القطاع الخاص المصرى للاستثمار فى الاقتصاد الإثيوبى وزيادة حجم الاستثمارات الصناعية والزراعية فى الأراضى الإثيوبية.. وسياسيا لا توجد بين القاهرة وأديس أبابا مقاطعات تذكر بل هناك تقارب فى الرؤى والسياسات إزاء العديد من القضايا الإفريقية والعالمية.. كما تتمتع إثيوبيا بعلاقات جيدة بمعظم البلدان العربية.. وهو ما يضيف إلى زخم العلاقات المشتركة أبعادا جديدة. وإذا كان رئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد قد قطع شوطا واسعا مع مصر فى ملف سد النهضة.. فقد خطا خطوة كبيرة باستعداده لتنفيذ اتفاق سلام مع إريتريا ابرمته بلاده عام 2000 لإنهاء حرب استمرت عامين مما يؤكد سياسة رجل إثيوبيا الجديد فى العمل على جميع الجهات لتحقيق الاستقرار والنمو الاقتصادى لبلاده وهذا على ما يبدو لن يرضى بعض الأطراف.. وحدة واستقرار إثيوبيا مصلحة مصرية عليا.. وأى خطر يتهددها هو تهديد صريح للقاهرة. لمزيد من مقالات رأى الأهرام