الأقصر.. مدينة هادئة يغلب عليها الطابع الفرعونى يخترقها شارع البحر يمر بجواره نهر النيل وكانت تسير فيه مواكب الحناطير تحمل السائحين من معبد الأقصر للكرنك، أهل المدينة مدربون من الصغير للكبير على كيفية التعامل مع السائح، وكيفية إقناعه بشراء آثار فرعونية مقلدة بحرفية، أو شراء منتجات محلية مثل الكركديه والسودانى والعرديب «التمر هندي»، وأهالى المدينة يعرفون قدر كل شخص ومكانته. وحدثت المصيبة الكبرى وتحولت المدينة إلى محافظة تضم القرى والمدن المحيطة والتى اقتطعت من قنا, فالمحافظة الجديدة يجب أن تليق بالمقام وتكون مترامية الأطراف. والنتيجة غزو من القرى والمدن المجاورة بحثا عن العمل والتجارة والسياحة فى الأقصر، وتحول سكان القرى المجاورة والذين كانوا يأتون فى المواسم والأعياد لبيع منتجاتهم فى سوق الثلاثاء من زوار إلى أصحاب البلد الجدد، وتاه أولاد البلد الأصليون وسط هذا الاحتلال. زادت مساحة الأقصر وزاد عدد سكانها فزادت مشكلاتها وأصبح أى تغيير أو تطوير فيها غير ملموس، أيضا طمست هوية أهل البلد، فزمان كنت تعرف أن هذا الشخص أقصرى ومن هى عائلته ومن هو كبيرهم، ولكن الآن تجد من يقول أنا من العوامية أو البياضية أو غيرهما من القرى المجاورة، وتاهت هوية المدينة السياحية وأصبحت قرية كبيرة تعانى الزحام والفوضى والعشوائيات. رغم كل الجهود التى تبذل لحل مشكلات الأقصر فلن يشعر بها المواطن الأقصري، فالحل هو رجوعها لمدينة سياحية صغيرة مثل أى محمية طبيعية، وكل مدينة تشيل شيلتها، وقتها سيشعر الأقصرى والسائح بأن الأقصر قد عادت شمسك الذهبي. لمزيد من مقالات ◀ عادل صبرى