* فتيات مصر يعززن مكانة بلادهن على خريطة الصناعات اليدوية عالميًا * المعارض وارتفاع أسعار الخامات والبيروقراطية أهم المشكلات * مطلوب مبادرات جديدة لتسويق منتجاتنا التراثية فى الأسواق الخارجية منى فهيم ونسمة صلاح ونرمين محمد وسهيلة نبيل وغيرهن كثيرات سيدات مصريات فضلن العمل اليدوى والسعى لتأسيس ورش صغيرة قد تصبح يومًا بيوتًا للأزياء والموضة على غرار كبار مصممى الأزياء فى العالم، فهن مثلهن يمتلكن حلمًا والأهم الجرأة لاقتحام مجال الأعمال والبزنس حتى ولو كان مجرد ورشة صغيرة لكنها كافية لهن لتحقيق تلك الأحلام والطموحات.. وفى هذا الصدد يرصد الأهرام تلك التجارب الواعدة لفتيات تسلحن بشهادة جامعية ودراسات قد تكون بعيدة عن مجال هوايتهن المفضلة ولكنهن لا شك استفدن منها للتصدى للعديد من المشكلات. وفى بداية الحديث تؤكد منى فهيم خريجة كلية إرشاد سياحى وصاحبة ورشة صغيرة لتصنيع وتصميم إكسسوارات الملابس الجاهزة أنها فضلت مثل مجموعة من صديقاتها بدء مشروعها الصغير بدلًا من الاستمرار فى وظيفة بإحدى الجهات الحكومية حتى تشبع هوايتها المتمثلة فى ابتكار تصميمات تتماشى مع ثقافتنا الشرقية لإنتاج اكسسوارات لتزيين الملابس النسائية وملابس الأطفال. وقالت إن هناك عشرات المشروعات الصغيرة المعتمدة على أفكار لشابات خريجات كليات نظرية وفضلن الاستفادة من هوايتهن والعمل اليدوى لكن ينقصهن الدعم والتوجيه الحكومى خاصة أنهن يعتمدن على التمويل الذاتى لتحويل أفكارهن وتصميماتهن لمنتجات تطرح فى الأسواق عبر عدد محدود من المحال التجارية التى تقبل عرض منتجاتنا. وأشارت إلى أن الآلية الأهم لديهن حاليًا لتسويق منتجاتهن تتمثل فى إنشاء صفحات إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعى للتواصل مع العملاء والراغبين فى الحصول على منتجات يدوية. وطالبت الحكومة الجديدة بالاهتمام بالمشروعات الصغيرة وحل مشكلاتها خاصة أننا نعانى من البيروقراطية الحكومية عند استخراج المستندات المطلوبة من تراخيص صناعية وتجارية وتأسيس شركات حتى يمكننا الحصول على عضوية الغرف الصناعية، أو حتى المجالس التصديرية مطالبة بضرورة تيسير جميع الإجراءات حتى ندخل تحت مظلة الاقتصاد ونسهم فى التنمية. وأضافت أن المشروعات الحرفية تعانى أيضًا من القواعد الجديدة لبرنامج مساندة اشتراك المصدرين فى المعارض الخارجية التى خفضت نسبة مساهمة صندوق تنمية الصادرات من 80% من إجمالى التكلفة فى النظام السابق إلى 50% فقط حاليًا، بحيث يتحمل المنتج الصغير نسبة ال 50% الأخرى بخلاف تكاليف السفر والإقامة والعديد من الخدمات التى كان الصندوق يتحمل الجانب الأكبر من تكلفتها، وبالتالى زادت أعباؤنا كثيرًا واغلبنا لم يعد بإمكانه الاشتراك فى تلك المعارض الدولية رغم أهميتها فى فتح مجال أكبر للتصدير. ودعت منى الحكومة الجديدة لإعادة النظر فى آليات الجهات الحكومية المختلفة المسئولة عن تنمية المشروعات الصغيرة مع توفير مظلة لتسهيل أعمالها بحيث تهتم هذه الجهات أكثر بالجوانب غير التمويلية، مثل التسويق والتدريب المهنى وصقل مهارات التصميم والابتكار. وحول الخامات التى تستخدمها أكدت أن أغلبها خامات مصرية ورغم توافرها كخامات أولية فى البيئة المصرية، إلا أننا أحيانًا نواجه صعوبة فى الحصول عليها من الموردين ناهيك عن الزيادات غير المبررة فى أسعارها، ومع ذلك نتغلب على كل تلك الصعوبات و نعمل على تحويلها إلى منتجات ذات جودة عالية وتصميمات مبتكرة تلقى طلبا كبيرا فى الأسواق الخارجية مثل أوروبا وأمريكا والخليج العربى واليابان. وحول السوق المحلية أكدت أهمية تكثيف المعارض الخاصة بالصناعات اليدوية حتى يتعرف جمهور أكبر على المنتجات اليدوية المصرية ومدى تنافسيتها العالية مع المنتجات التقليدية. ومن جانبها قالت سهيلة نبيل خريجة كلية تربية فنية بجامعة حلوان وصاحبة مشروع صغير باسم «نقش» متخصص فى تصميمات التطريز على الخشب، أن فكرتها جاءت بعد اطلاعها على أعمال التطريز على القماش لمصممة فلسطينية راحلة اسمها ريم البنا، ومع تجريبها عدة خامات لعمل تطريز عليها وجدت أن الشغل على الخشب له تأثيراته الطبيعية الفريدة. وأضافت أنها أسست صفحة على مواقع التواصل الاجتماعى تحمل اسم «نقش» لعرض تصميماتها، حيث نحظى بمتابعة واهتمام كبير من قِبل رواد الصفحة الإلكترونية ، ورغم التأثير الكبير لمواقع التواصل الاجتماعى فإن الكثيرين مازالوا يتخوفون من الشراء «أون لاين» حيث يفضلون التعرف أولًا على نوعية السلعة وخاماتها مما يتطلب وجود محل للعرض أو الاشتراك فى معارض داخلية يروج لها بشكل قوى لجذب الآلاف لزيارتها وهو ما يتطلب الحصول على دعم حكومي. وتتفق معها فى أهمية الدعم الحكومى نرمين محمد خريجة حقوق التى استقرت على ترك وظيفتها فى إحدى شركات الكمبيوتر لكى تعمل فى مجال الأشغال اليدوية التى أثقلت مهاراتها فيها عبر الدراسات الحرة فى كلية الفنون الجميلة حيث تعمل حاليًا فى مجال تصميم حقائب نسائية تصنع من الجلد المطعم بمشغولات النحاس وتصدر بالفعل لدولتى عمان والإمارات العربية. وقالت إن أهم مشكلاتها ما تواجهه من صعوبات فى الحصول على المواد الخام سواء الجلد أو النحاس، داعية الدولة إلى تشجيع إقامة المزيد من المصانع فى هذين المجالين لتلبية الطلب المتزايد على الجلد الخام المصري، وتحويله إلى منتجات جلدية بدلًا من تصديره كمادة خام فقط مما يرفع من القيمة المضافة للاقتصاد الوطنى من هذه الموارد الطبيعية. وطالبت الحكومة بتبنى مبادرة لتوفير فرص أكبر لتسويق المنتجات اليدوية خاصة لمشروعات النساء والفتيات حتى يتمكن من تعريف العالم بصناعاتنا وحرفنا ومدى ما تشهده من تطور فى التصاميم والابتكار، حيث قدمت على سبيل المثال 3 مجموعات مختلفة من تصميمات الحقائب النسائية منها الكلاسيكية المصنعة من جلود الثعبان المطعمة بالسلاسل النحاسية ويمكن ارتداؤها صباحًا مع جاكت طويل وبنطلون جينز أو مساء على فستان طويل، والمجموعة الثانية لحقائب متوسطة وعملية تصلح للجامعة أو العمل مطعمة بفصوص ونحاس أما الثالثة فهى حقائب وسط عملية للبنات ويمكن ارتداؤها فى جميع الأوقات. من جانبها أكدت نسمة صلاح خريجة إعلام القاهرة وصاحبة مشروع «نون ديزاينز» والتى تقوم بعمل مشغولات وتصميمات مستوحاة من الملابس البدوية، حيث إن الأشغال اليدوية كانت تستهويها دائمًا لتميزها وأشكالها المختلفة، ولذا تعمل من خلال مشروعها الصغير على مزج الأفكار الجديدة للتصاميم مع خامات مختلفة ولمسات متميزة، حيث تستهدف توفير ملابس ذات أفكار مبتكرة وخامات متميزة وبأسعار معقولة تناسب الأسرة المصرية. وقالت إنها حتى تجعل عملاءها أكثر تميزًا فإن تصميماتها فى الأغلب تنفذ من كل منها قطعة واحدة فقط، حيث بدأت فى تسويقها أولًا على الأقارب والجيران والمعارف والآن تعرض منتجاتها فى كبرى البوتيكات والمحال التجارية التى بدورها توفر خدمة الشحن الجوى لعملاء فى بعض الدول العربية الذين يشترون تصميماتها التى أصبحت معروفة فى أسواق السعودية والإمارات والكويت. وحول أهم المشكلات التى تواجه المشاريع الصغيرة أكدت أنها تتمثل فى التغيير المستمر فى أسعار الخامات خاصة أن بعضها مستورد وليس له مثيل محلى بذات الجودة بالإضافة إلى المغالاة فى أسعار الاشتراك بالمعارض الداخلية مما يجعلنا نضطر لرفع أسعار منتجاتنا.. وكشفت عن تطور نوعى فى نظرة المجتمع للمشروعات الصغيرة بفضل دعم مشاهير المجتمع والشخصيات العامة لأعمالنا، ونأمل فى مزيد من الدعم لكى تتوسع أعمال القطاع وننافس بقوة المنتج المستورد، ولكن بأيد وخامات مصرية وسعر مقبول.