يقول الله تعالى في محكم تنزيله في سورة الشرح : (ورفعنا لك ذكرك)، الخطاب من الله تعالى لسيد الخلق وحبيب الحق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خير الذاكرين لرب العالمين وأشرف المذكورين بذكر رب العالمين لهم، فقد أورد الإمام ابن حبان في صحيحه عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: أتاني جبريل، فقال: إن ربي وربك يقول لك كيف رفعتُ ذكرك؟ قال : الله أعلم، قال: إذا ذُكرتُ ذُكِرْتَ معي. وأورد الحافظ ابن كثير مارواه الحافظ أبو نعيم في دلائل النبوة عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يارب إنه لم يكن نبي قبلي إلا وقد أكرمته، جعلت إبراهيم خليلاً، وموسى كليماُ، وسخرت لداود الجبال، ولسليمان الريح والشياطين، وأحييت لعيسى الموتى، فما جعلت لي؟ قال: أوليس قد أعطيتك أفضل من هذا كله ؟ إني لا أُذكر إلا ذكرتَ معي. يقول الشيخ الإمام عبدالله سراج الدين: ينبغي على المؤمن أن يكثر من ذكر الله تعالى، امتثالاً لأمر الله تعالى حيث قال جل شأنه في سورة الأحزاب: (ياأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً) وإن المثل الأكمل الذي حقق هذا الإكثار على أكمل وجه هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فقد أورد الإمام مسلم في صحيحه عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحواله. والحق جل شأنه يقول في سورة البقرة: (فاذكروني أذكركم) فذكر الله تعالى لعبده المؤمن فيه من الخيرات والمكرمات ما لا يحصيه إلا الله، ولو يعلم المؤمن حقائقها لفرح الفرحة الكبرى، فهذا أُبَي بن كعب رضي الله عنه لما أخبره النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى ذكره باسمه فرح وسُرَّ سروراً كبيراً. فقال: يا رسول الله، وذُكِرْتُ هناك؟ قال: نعم باسمك ونسبك في الملأ الأعلى. وعند الإمام أحمد في مسنده : فبكى أُبَي. أي من شدة الغبطة والفرح بفضل الله تعالى عليه.