إذا وجدتِ زوجَكِ صاحبَ الدين والخلق قد سقط فجأةً فى بئر النزوات، فلا تتركِيه لنفسه إذا كنتِ له حقًّا مُحبة، فالحب الحقيقى إيجابية، وليس خضوعًا لاعتبارات ذاتية. كونى وراءه حتى يعود إلى الله سالِمًا، وبعدها ستجدين ثورةَ نفسِك قد هدأت، لأنك ستدركين أن ما فعله زوجُك لم يفعله كراهية لكِ، أو انتقاصًا من قدركِ، ولا انحرافًا منه، ولا عادةً له اعتادها، بل هى لحظاتُ ضعف تمكَّن فيها الشيطانُ منه، فهل يليق بزوجة مسلمة مُحبة أن تترك زوجها للشيطان. وأنتَ أيها الزوج الحكيم: إذا وجدتَ زوجتَكَ قد بعُدَت عن الله تعالي، وقصَّرت فى طاعتها له أو لك، لا تيأس وتتركها لنفسها، ولا تَملَّ دعوتها بالحسني؛ ففى هدايتها هدايةٌ لأبنائكما، وسكينة لبيتكما. وتذكَّر أن إيجابية الحب أن تشُدَّ مِن أَزْرِ مَن تحب، وتظل بجانبه حتى يعود إليه بريقُ إيمانه من جديد، لا أن تتركه لِذَاتِه ليضيع، فهل يليق بزوج مسلم مُحب أن يترك حبيبته لهوى نفسها؟ وهل يليق بزوج مسلمٍ أن يهجر زوجته، لأنها اعتراها ضعف بشريٌّ؟ أم أنَّه من الرجولة وكمال الإيمان أن يتودَّد إليها ويحتوى ضعفها؛ حتى تعود إلى الله مُخْبِتةً كما كانت من قبل؟! وأنت أيها الصديق الوفِيُّ، إذا وجدتَ صديقَ العمر قد انغمس فى المحرَّمات، واستسلم للشهوات، لا تولِّ ظهرك عنه راحلًا، بل حاول بقدر طاقتك أن تكون له جاذبًا، فالحب الحقيقى يأخذ بطريق أتباعه إلى الجنة، والصديق الحقيقيُّ لا يرضى لصديقه بغير الإيمان والرقي. الحب فى الإسلام مملوء بالإيجابية التى تجعل الأحبة يجتمعون على غاية عظمي، وهى الالتقاء والعيش معًا فى روضات الجنة فى الآخرة.