يعيش معظم الأسر المصرية حالة من الترقب والقلق بسبب موسم الامتحانات. ويقول د. أحمد فخرى استشارى الصحة النفسية بجامعة عين شمس إن على الأم دورا كبيرا فى تهيئة المناخ المناسب للاستذكار لصنع ما يسمى القلق الإيجابى لدى الأبناء الذى يدفعهم الى بذل مزيد من الجهد فى سبيل تحقيق أعلى الدرجات والتقديرات، يضيف: هناك نوع آخرمن القلق يسمى بالقلق المرضى أو قلق الامتحانات وله آثار سلبية على نتائج الطالب وله أعراض تنتابه أهمها الرهبة الشديدة التى تعوق الأداء والإصابة بالإغماء والقيء والإسهال الحاد مما يؤدى إلى انخفاض جودة الأداء فى الامتحانات لذلك فالأم يقع على عاتقها دور كبير لأن هدوء أعصابها ينتقل الى الأبناء. ويؤكد أنه ألا تلجأ الأم الى تكرار بعض الكلمات مثل «ذاكر» و «راجع» لأنها مع الوقت تفقد معناها لدى الأبناء ويفضل التحدث معهم بصوت هادئ لبث الهدوء والطمأنينة فى نفوسهم، ولابد من توفير البيئة المناسبة داخل المنزل والابتعاد عن الضوضاء والإزعاج ليكون المناخ المحيط صالحا للاستذكار والابتعاد عن التهديد والوعيد فكل هذه الأمور من شأنها تثبيط عزيمة الأبناء وتقليل جودة الأداء فى الامتحان. ويوضح د. فخرى أنه على الأم أن تكتفى بدور المتابع لأولادها والابتعاد عن تقمص شخصية المدرس ومحاولة القيام بمهمة الاستذكار لهم لأن النتائج تكون غالبا سلبية ولابد أن تقيم أولادها تقييما صحيحا فيما يخص قدراتهم الذهنية فلا تكلفهم فوق طاقاتهم وألا تلجا إلى مقارنتهم بالآخرين، وأن تكون مكافآت النجاح واقعية وغير مبالغ فيها لتتناسب مع رغبات الأبناء والمرحلة العمرية التى يعيشونها.. ويقول: على الطالب أن يدرك أنه خلال الربع ساعة الأولى للاستذكار يستعد العقل البشرى للإلمام بالمادة العلمية، لذلك ينبغى ألا يتسرب الملل إلى نفسه لأنه خلال النصف ساعة التالية يبدأ العقل فى استيعاب المعلومات وترتيبها، كما عليه أن يحرص على أخذ قسط من الراحة لمدة عشر دقائق كل ساعة، وكذلك عدم المبالغة فى أوقات الراحة، وعلى الطالب الذى يعانى السرحان وعدم التركيز أن يضبط المنبه كل عشر دقائق مثلا لتنبيهه وأن يختار الأوقات التى يكون العقل فى أحسن حالاته لاستقبال المعلومات وهى الساعات الأولى من الصباح عقب صلاة الفجر، لذلك لابد من انتظام النوم خلال ساعات الليل والاستيقاظ بعد الفجر وألا يلجا إلى المبالغة فى شرب المنبهات كالشاى والقهوة التى تقلل من نشاط الجهاز العصبي، وتناول الخضراوات والعصائر الطازجة.