فى مختلف القرى والنجوع بالصعيد والوجه البحرى تمثل رأس الماشية عمود المنزل، وربما تعيش الأسرة بكاملها على العائد من رأس ماشية. وعندما تتعرض أى قرية لبؤرة مرضية مثل «الجلد العقدي» تنقلب حياة الفلاح البسيط رأساً على عقب وعند فقد الماشية يخيم الحزن على الأسرة بالكامل. هذا ما يحدث فى قرى ديروط الشريف بأسيوط وبنى عدى وموشا أيضاً وكذلك بعض قرى بنى سويف والفيوم وغيرها. فى البداية يقول يحيى محمد الجابر من قرية ديروط الشريف: قمت بتربية اثنين من العجول، وأنفقت عليهما كل ما أملك وفوجئت بالمرض يغتالهما واحدا تلو الآخر، ولا أحد يهتم بنا ولا نجد علاجا وهذه الحالة تتكرر فى بيوت كثيرة فهل تستجيب لنا الدولة وترسل لنا لجنة بيطرية وبعض الأدوية. وأرسل أهالى قرية ديروط الشريف عددا من الشكاوى إلى المسئولين يؤكدون تفشى المرض وظهور حالات إصابة بشكل متكرر، وأنه يصيب الأبقار بشكل خاص. وتعانى أيضاً قرى محافظة بنى سويف من انتشار المرض، ففى قرية «قمن العروس» بمركز الواسطى رصدت «الأهرام» معاناة الأهالى بعد انتشار العدوي، والذين أبدوا انزعاجهم من انتشار المرض وتأثيره صحيا وماديا، وصعوبة علاجه، حيث أن الثروة الحيوانية تعد رأس مال الفلاح وأحد أهم مصادر دخله. ويقول محمد عبدالسلام (مزارع): منذ ظهور هذا المرض والكوارث تحل علينا، حيث أصيب رأسا ماشية لدى بعد ارتفاع درجة حرارتهما، وقمت بوضعهما فى الهواء الطلق، مع صب المياه عليهما باستمرار، إلا أن احدهما نفق، بالرغم من تحصينهما بالوحدة البيطرية، وأنه لا توجد حظيرة بالقرية وإلا وبها ماشية مصابة، وكل هذه الخسائر لا يمكن للمزارع أن يتحملها. وأرجع رمضان جمال انتشار المرض إلى استخدام مسئولى الطب البيطرى لسرنجة واحدة لحقن العديد من رءوس الماشية، كما أن بعض المزارعين يلقون بالماشية النافقة فى مياه الترع والمصارف والتى أغلقت لكثرة الجيف الملقاة بها،ولفت إلى أن الخطورة تكمن فى استغلال معدومى الضمير من الجزارين للموقف والقيام بذبح الماشية المصابة وبيعها على انها سليمة. وطالب المهندس أحمد عبدالعظيم من أهالى القرية بتوفير أمصال فعالة لمكافحة المرض، وحجر صحى لحجز الماشية المصابة لمكافحة انتشار المرض، فضلا عن إيجاد مدفن صحى للتخلص من الماشية النافقة، وعقد لقاءات توعية للمزارعين بهذا المرض وأعراضه وكيفية التعامل معه، بالإضافة إلي تشديد الرقابة على الجزارين خلال هذه الفترة لضمان سلامة الذبائح. من جانبها أغلقت أجهزة محافظة بنى سويف أسواق الماشية لمدة أسبوعين، ومنعت نقل الماشية من بلد لآخر كإجراء احترازى خوفا من انتشار العدوي،يقول د . محمد بخيت وكيل وزارة الطب البيطرى بأسيوط إن المديرية أعدت خطة مسح شامل من خلال إدارة الوقاية والتى تعمل على رصد أى ظهور أو انتشار للأمراض المعدية، وقد تمكنت فرق الرصد من الكشف عن وجود بؤرتى إصابة بالمرض بقريتى بنى عدى وموشا وتم التعامل معهماوأضاف بخيت أن إدارة الوقاية بالمديرية قامت بتحصين 52 ألفا و421 حيوانا ضد الحمى القلاعية وتحصين 49728 حيوانا ضد حمى الوادى المتصدع وتحصين 4840 ضد جدرى الأغنام والماشية وتحصين مليون و18 ألف طائر ضد مرض إنفلونزا الطيور مؤكدا أن حملة التحصينات التى أجرتها المديرية حدت بصورة كبيرة من انتشار مرض الجلد العقدى والذى غالبا ما يصيب الأبقار وقال الدكتور صلاح علم النقيب العام للأطباء البيطريين بأسيوط إن مرض الجلد العقدى هو مرض فيروسى يصيب الأبقار بكثرة وتقوم الهيئة العامة للخدمات البيطرية سنويا بالتحصين ضده بتقديم اللقاح الخاص به،