► العمليات العسكرية ضد المتطرفين فى سيناء جهاد فى سبيل الله أكد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار علماء الأزهر، أن شهر رمضان فرصة عظيمة للتصالح مع النفس من خلال التعبد والطاعة والعودة والمحافظة على الصلوات الخمس وقراءة القرآن والتمسك بصحيح السنة والقرآن وتربية النفس على فعل الخيرات فى كل أشهر السنة. وطالب كل مسلم ومسلمة باغتنام هذه الأيام القليلة العدد الكثيرة الخير والبركات. وقال الدكتور عمر هاشم فى حوار مع « الأهرام» إن وسائل الإعلام تقزم العلماء الأكفاء، وإن « برنامج حديث الروح « غاب عنه التنوع الفكرى وأصبح مقتصرا على أصحاب المناصب دون النظر إلى الكفاءات. واكد أن العمليات العسكرية ضد المتطرفين فى سيناء وكل ربوع مصر جهاد فى سبيل الله وأن الجيش هو الحصن الحصين وصمام الأمان الذى يحمى المصريين.. وإلى نص الحوار: ما رأيك فى العمليات العسكرية التى تقوم بها القوات المسلحة ضد الإرهابيين؟ العمليات العسكرية ضد المتطرفين فى سيناء وكل ربوع مصر جهاد فى سبيل الله والجيش المصرى هو الحصن الحصين الذى يحمى المصريين وصمام أمان، والجيش والشعب المصرى يثبتان يوما بعد يوم للعالم التلاحم بينهم وخاصة أن المؤسسة العسكرية المصرية تتمتع بتأييد وثقة جميع قطاعات المصريين على اختلاف انتماءاتهم وان جند مصر هم خير أجناد الأرض لأنهم فى رباط إلى يوم القيامة. وما هى أسباب انتشار الفكر المتطرف؟ انتشار الفتاوى الشاذة والمتطرفة من بعض غير المتخصصين الذين يستغلون الدين لتحقيق مصالح شخصية على حساب المصلحة العليا للوطن، وكذلك ظهور غير المؤهلين للفتوى على الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعى. وكيف نحصن الشباب من الفكر الضال؟ المسئولية فى حماية الشباب والأبناء من الفكر الضال تقع على الإعلام فى من خلال إفساح مساحة واسعة للعلماء ذوى الكفاءات والمؤهلين، ولذا فإن على الإعلام دورا فاعلا فى مكونات هذا البعد الأخلاقى لحماية أمن المجتمع وترسيخ مبدأ الانتماء إليه بما يقتضيه هذا الانتماء من حفظ ممتلكاته ومكتسباته، ولذلك يجب إفساح المجال أمام الكفاءات, أصحاب الباع الطويل فى الدعوة وعلوم الدين من العلماء الذين أثروا الحياة الدينية فى مصر فى الفترات السابقة. وكيف ترى البرامج الدينية فى التليفزيون؟ وهل تقوم بهذا الدور؟ أرى انها أصبحت الآن تستضيف أناسا بأعينهم، وتعتمد على المناصب، وتركوا أصحاب الكفاءات وأصحاب الفكر المستنير الذين كانوا وما زلوا لهم باع فى نشر صحيح الدين وأصبحوا يعتمدون على أسماء بعينهم متجاهلين تاريخ العلماء من الأزهر الشريف وجامعة الأزهر والأوقاف. كيف نصحح ذلك؟ أطالب القائمين على الإعلام والبرامج الدينية بمراجعة مواقفهم، فالساحة مليئة بالعلماء ذوى الكفاءات والخبرات فى نشر صحيح الدين وتجديد الخطاب الدينى، وذلك من خلال دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى تجديد الخطاب الديني، وسؤالى لهؤلاء الذين يخصون أناسا بأعينهم فى بعض البرامج الدينية: هل الكفاءات أصبح لا مكان لها فى البرامج الدينية؟ وهل أصبحتم تعتمدون على المناصب والأسماء دون النظر إلى أهل العلم؟! ووسائل الإعلام مخطئة من خلال عدم الإفتتاح لعلماء الأزهر الشريف والأوقاف، وأضرب على سبيل المثال لا الحصر برنامج «حديث الروح» الذى أصبح حكرا على شخصين، وهذا يعد إجحافا بحق العلماء من الأزهر الشريف وجامعته والأوقاف، فى السابق كان «حديث الروح» يتناوب عليه علماء كثيرون، والآن أصبح عكس ذلك، وأكاد أجزم بأن الضيفين الكريمين الدائمين على شاشات «حديث الروح» ليس لديهما مانع فى تداول البرنامج بين العلماء. وما دور العلماء والدعاة فى مواجهة التشدد؟ عليهم أن يضطلعوا بمهامهم الأساسية وهى الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وإرشاد الناس إلى ما فيه صلاح أمرهم فى الدنيا والآخرة، ولقد مدح الله تعالى الداعية القائم بأمور الدعوة إلى الله بقوله سبحانه وتعالى: «وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِى مِنَ الْمُسْلِمِينَ أولئك هُمُ الْمُفْلِحُونَ»، فهؤلاء المتطرفون أشد خطرًا على الدين من أعدائه، وهؤلاء هم المفسدون فى الأرض وجزاؤهم اللعنة من الله تعالى، والإسلام يرفض كل هذه الصور التى تحض على استباحة القتل والأعراض بزعم الجهاد فى سبيل الله، فالجهاد شُرع للدفاع عن الدين والذود عن حياضه ومدافعة الأعداء الذين يعتدون على الأرض والعرض، ولم يشرع الجهاد لأن يقتل المسلم أخاه المسلم، فهذا منافٍ تمامًا لصحيح الدين الإسلامي، وإن من يدعون للجهاد فى مصر يمثل ذلك تحريضًا صريحًا على القتل والإفساد فى الأرض، ونشر الفتن. ما الكلمة التى توجهها للمسلمين فى رمضان؟ شهر رمضان فرصة عظيمة للإنابة إلى الله سبحانه وتعالى، ومجاهدة النفس والارتقاء بها فى مراقى الطاعات وكف الجوارح والقلوب عن كل ما يغضب الله، ليكون معسكرًا إيمانيًا نخرج منه بحال غير الحال نخرج من حال التراخى وفتور الهمة والجدال والهدم إلى حال الطائعين العابدين النافعين للبلاد والعباد ونعقد النية كذلك أن نخرج من رمضان وقد دخلنا فى زمرة من صاموا رمضان إيمانًا واحتسابًا فغفر الله لهم ما تقدم من ذنوبهم وما تأخر، وأن نكثر من الاستغفار والذكر وقراءة القرآن وغيرها من الطاعات. كيف يتحرى المسلم ليلة القدر وماذا عن كيفية إحيائها؟ بيّن الرسول عليه الصلاة والسلام أنّ ليلة القدر تكون فى إحدى الليالى الوتر العشر الأواخر من شهر رمضان، وقد حددها جمهور العلماء بأنها ليلة السابع والعشرين من رمضان، وقال البعض الآخر إنها إحدى الليالى الفردية من العشر الأواخر وأن يومها يختلف من عام لعام. وقد حثنا النبى صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله بالاجتهاد فى قيام تلك الليلة المباركة والإكثار من الاستغفار والعبادة، فقال من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدّم من ذنبه» وفى هذه الليلة تنزل الملائكة ومعهم جبريل عليه السلام على عباد الله المؤمنين يشاركونهم عبادتهم وقيامهم ويدعون لهم بالمغفرة والرحمة.