ثلاث ساعات يوميا فى رمضان لا تفرط فيها أبدا مهما كان الثمن، فإنك إذا حافظت عليها وهى ثلاث ساعات بعدد أيام الشهر يكون المجموع (90) ساعة وهن كالتالى : الساعة الاولى: عند الإفطار جهز فطورك باكرا ثم تفرغ بعده فى هذه الساعة للدعاء فإن للصائم عند فطره دعوة لا ترد ادع بما شئت لك ولأهلك ولأحبابك ولا تنس أموات المسلمين فإنهم يحتاجون منك الدعاء. الساعة الثانية: فى آخر الليل. يتنزل الله فيها إلى السماء الدنيا. وينادى هل من سائل فأعطيه هل من مستغفر فأغفر له.. فأكثر فيها من الاستغفار. الساعة الثالثة: هى جلوسك بعد صلاة الفجر فى مصلاك حتى الإشراق. هذه تسعون ساعة، واحرص على باقى الوقت بالذكر واجتناب الغيبة. فإنها تحصد الأعمال واعزم ألا تفوتك صلاة فريضة واستغل النوافل فإنما هو ثلاثون يوما. وما أسرع ما نقول انقضى والله المستعان. هل بدأت؟! يقول الله تعالى: « وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً » إنه امتحانٌ من امتحانات الصدق فى القرآن، فالصادقُ فينا الذى يريد أن يفوز فى رمضان هو الذى يعد العدة ويستعد، فالإمدادُ على قدْرِ الاستعداد. وبعض الناس ينتظر رمضان لكى يبدأ بالتغيير ويصلح من قلبه وعبادته وصلاته وتلاوته وتعامله مع القرآن، وهذا من أكبر الأخطاء التى نقع فيها! بل إن أكبر شرَك ومصيدة للشيطان أنه يمُد حبل الأمانى للإنسان. فلا تتباطأ، لا تؤجلِ، لا تتراخ .. فقد يحول الله بينك وبين عزيمتك وبينك وبين إرادتك، وبينك وبين العمل: “ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ” ورغم صغر مساحة السجود فإنها أوسع من الدنيا وما فيها، وأنه رغم بُعد المسافة بيننا وبين خالقنا فإنه أقربُ إلينا من حبل الوريد. فليس العبرة بمساحة المكان ولكن بحلاوة مناجاة ربّ الأكوان، وليست ببعد الأميال بل بقوله سبحانه وتعالى « فإنى قريبٌ».