كشفت مصادر أوروبية رفيعة المستوى عن أن دبلوماسيين من أوروبا والصين وروسيا سيناقشون اتفاقا جديدا يعرض على إيران مساعدات مالية مقابل الحد من تدخلها في الشرق الأوسط وتقليص تطويرها للصواريخ الباليستية وذلك في محاولة لإنقاذ الاتفاق النووي الموقع في عام 2015. ونقلت صحيفة «فيلت إم زونتاج» الألمانية عن مصادر رفيعة بالاتحاد الأوروبي قولها إن المسئولين يجتمعون في فيينا خلال الأيام المقبلة تحت قيادة هيلجا شميد الدبلوماسية البارزة بالاتحاد الأوروبي لمناقشة الخطوات التالية بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 8 مايو الجاري بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران. وقالت الصحيفة إن ألمانياوفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين ستشارك في الاجتماع لكن الولاياتالمتحدة ستغيب عنه. ولم يتضح بعد ما إذا كانت إيران ستشارك به. وأوضحت أن إبرام اتفاق جديد من شأنه أن يحافظ على بنود الاتفاق النووي ويقلص جهود تطوير الصواريخ الباليستية ويحد أنشطة طهران في المنطقة مما قد يساعد في إقناع ترامب برفع العقوبات المفروضة على إيران. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي أوروبي كبير قوله «علينا الابتعاد عن اسم «اتفاق فيينا النووي» وإضافة بعض العناصر، فهذا فحسب سيقنع الرئيس ترامب بالموافقة على رفع العقوبات مرة أخرى”. وأضافت أن المسئولين يبحثون عن نهج جديد نظرا لفهمهم أنه سيكون من الصعب على الشركات الأوروبية التغلب على العقوبات الأمريكية الجديدة. وأشارت إلى أن الاتفاق الجديد قد يشمل مليارات الدولارات في صورة مساعدة مالية لإيران على غرار اتفاق الاتحاد الأوروبي على تقديم مليارات الدولارات مساعدة لتركيا مقابل استقبالها ملايين المهاجرين وإغلاق حدودها. وفي غضون ذلك، أعلن وزير المالية الفرنسي برونو لو مير أمس أن بلاده تنظر فيما إذا كان بمقدور الاتحاد الأوروبي أن يعوض الشركات الأوروبية التي قد تواجه عقوبات من الولاياتالمتحدة بسبب تعاملها مع إيران. وقال لو مير لتلفزيون سي نيوز وإذاعة أوروبا 1 «هل نسمح للولايات المتحدة بأن تكون الشرطي الاقتصادي للعالم؟ الإجابة لا». وأشار لو مير إلى قواعد الاتحاد التي يرجع تاريخها إلى عام 1996، والتي قال إنها قد تسمح للاتحاد بالتدخل بهذه الطريقة لحماية الشركات الأوروبية من أي عقوبات أمريكية، مضيفا أن فرنسا تريد من الاتحاد أن يشدد موقفه في هذا الصدد. وفي غضون ذلك، نشر ناشطون إيرانيون أمس الأول لقطات مصورة تؤكد حجم المواجهات الضارية المستمرة بين مئات المحتجين وقوات الأمن في جنوبإيران منذ عدة أيام، والتي أوقعت قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.