قدر ماسبيرو أنه شارد عن الطريق.. يتركونه ردحا من الزمن, فتضيع الخطى على الطريق ويهرب جمهوره فرارا وتشيح الوجوه. فلا تصافح شاشاته, يصاحبه الفشل فى التطوير أينما تأتى محاولات إنقاذه. حاولوا إنقاذه خلال الشهور القليلة الماضية ليدب فى شرايينه نبض الحياة.. أنقذوه على استحياء.. فامتدت يد التطوير إلى القناة الأولى.. دفعوا بحزمة برامجية إلى شاشتها وزفوا البشرى إلى جمهور المشاهدين- ماسبيرو ينهض من جديد. تعلقت العيون بأهداب الأمل.. ظنوا ماسبيرو برأ جسده من مرض السنوات العضال ويطل على جمهوره الذى فارقه طوال الماضى القريب.. أعطوه الفرصة يتابعون, قد يكون أتى بجديد.. ما وجدوا غير بضاعة فاسدة, صنعوها بغير موهبة ولا رؤية تبصر الواقع أو قاعدة راسخة يقام عليها التطوير.. ذابت هوية القناة الأولى وسط سحابات الجهل بطبيعة شخصيتها, صارت كغيرها مشوهة المحتوى والمضمون. ساد الاعتقاد بأن التطوير، يقف حائلا دون بلوغه، أبناء ماسبيرو الذين صنعوا فشله, أطاحوا بهم جميعا.. ألقوهم على قارعة الطريق.. أهدروا الطاقات والأموال فى سبيل التطوير.. ففى سبيله كل شىء يهون, أضاعوا ملايين الجنيهات هدرا فى الهواء. أزاحوا أخطر عقبات التطوير, كوادر العاملين فى القناة الأولى وانتظروا حصاد ثمار التطوير فما وجدوا شيئا. بإمكان حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام صناعة مجد للإعلام الرسمى إذا ما أعطوه الفرصة لتطوير نابع من الداخل وليس قادما يملى عليه من الخارج.. بإمكانه صناعة رؤية تبصر واقع الإعلام ومتغيراته إذا ما أعاد تدوير الطاقات البشرية ومواهب مدفونة فى قاع البيروقراطية والمحسوبية وإعادة طيور ماسبيرو المهاجرة.. فمن بين هؤلاء طاقات قادرة على صناعة تطوير حقيقى, لا جلدوا الذات، فصناع الإعلام الخاص وفدوا من ماسبيرو. لمزيد من مقالات ◀ عبد الرءوف خليفة