الخيانة الزوجية مرض اجتماعي، عندما يطل بظلاله على الأسرة يعكر صفوها ويؤرق نومها ويقتل فيها راحة البال، ويذهب عنها الوقار، ويجلب معه سوء الخلق بما يهدد أمن وسلامة واستقرار كل أفرادها. والبحث عن أسباب الخيانة ليس جديدا، ولكن الجميع أكد مسئولية الزوجين عن حدوثها بشكل أو بآخر، وذلك من خلال سلوكيات مشينة، يذهب الأبناء ضحيتها، بعد أن يفقد كلا الطرفين ثقته بالآخر. ويوضح د. محمود عبد الرحمن حمودة، أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر، أن الخيانة الزوجية تبدأ بالإرتياح.. ثم الشعور بالميل العاطفى نحو الطرف الآخر المشجع له ثم استعجال اللقاء ثم المصارحة التى غالباً ما تؤدى بدورها إلى علاقة محرمة. والخيانة غير مرتبطة بجنس الخائن، فقد يكون الرجل خائناً، وقد تكون المرأة خائنة. ويبين أستاذ الطب النفسى أن المستوى الثقافى يلعب دورا كبيرا بالنسبة للخيانة الزوجية حيث تتناسب الخيانة تناسباً عكسياً مع المستوى الثقافي، فإذا كان لدى الرجل ما يشغله، فإن ذلك معادل موضوعى يغنيه عن التفكير فى تعدد العلاقات أو الخيانة، مضيفاً أنه إذا قل المستوى الثقافى فإن ذلك قد يؤدى إلى الدخول فى علاقة محرمة. والشكل الاجتماعى له تأثيره الكبير، فقد تهمل الزوجة فى شكلها واهتمامها بنفسها، أو قد تنشغل بالأطفال والمنزل وباقى شئون الأسرة وعندما يعود الزوج إلى المنزل يجد سيدة مهملة فى نفسها، فى حين أنه يرى من بالخارج وهى فى حالة جيدة من حيث الشكل الخارجى والألفاظ المنتقاة، وبذلك ينجرف إلى الخيانة. ويوضح الدكتور حمودة أن الخائن يتأثر نفسياً بسبب قيامه بالخيانة ومن ذلك أنه يتعرض لنوع من الخلل النفسى نتيجة لشعوره بتأنيب الضمير والذى يؤدى إلى نوع من الضغط الذى يظهر فى عدوانية الشخص تجاه الطرف الذى يخونه أو أن يكون فى منتهى الوداعة فى محاولة نفسية للتعويض غير المبرر، مشيراً إلى أن الخائن قد يتجه أيضاً إلى نوع من التطرف الدينى كرد فعل عكسى للخيانة. ويشير أيضا إلى أن الخيانة لها العديد من الآثار السلبية ومن ذلك أن الطرف الذى يتعرض للخيانة قد يشعر بالمرارة وينغلق على نفسه، أو قد يسلك نفس المسلك من الخيانة، مشيراً إلى أن الخيانة لها تأثير سلبى على الأطفال لأنهم يشعرون بعدم الأمان وبالتالى يؤدى ذلك إلى فقدان الطفل أو الطفلة الثقة فى الجنس الآخر، كما قد تؤدى أيضاً إلى خيانته فى المستقبل. ويؤكد أستاذ الطب النفسى أن معالجة الخيانة مسئولية الزوجين وتأتى من خلال التمسك بالمبادئ والقيم الدينية والأخلاقية، وأن يظهر كل طرف للطرف الآخر أحسن ما لديه، وإظهار المشاعر الإيجابية المتمثلة فى العبارات الطيبة وإظهار الاهتمام، واحتواء المشكلة وعدم تضخيمها، بالإضافة إلى غفران الهفوات للطرف الآخر وعدم التركيز عليها.. وذلك كله للوصول بسفينة الزواج إلى بر الأمان، وهذا هو الهدف المنشود.