منذ إنطلقت دورته الأولى فى شهر سبتمبر من العام الماضى اثبت مهرجان الجونة السينمائى أنه مختلف فى كل شىء عن كافة المهرجانات التى تقام على الأرض المصرية،لأنه بإختصار مهرجان محترف فى دنيا الهواه،وعندما أقيمت فعاليات الدورة الأولى شاهد الجميع كيف نجحت ادارة المهرجان فى تنظيم كل شيئا بدءا من اختيار الأفلام المشاركة والتى بلغ عددها حوالى 70 فيلما تمثل 42 دولة مرورا باختيار لجان تحكيم على أعلى مستوى،وكذلك تحديد مواعيد العروض والندوات بدقة متناهية،كما حضر الفعاليات أبرز النجوم السينمائيين العرب والعالميين أمثال فورست ويتكر، وأليفرستون، وفانيسيا ويليامز،ونجم مصر والعالم العربى الزعيم عادل امام ،ليحقق المهرجان نجاحا منقطع النظير شهد به القاصى والدانى . وبمجرد أن انتهت الدورة الأولى بدأت إدارة المهرجان على الفور الإعداد للدورة الثانية ،فى اشارة الى مواصلة النجاح والتقدم خطوة جديدة فى منافسة المهرجانات العالمية. ولم يكن غريبا أن نجد مهرجان الجونة حاضرا بقوة فى ملتقى بيروت السينمائى،حيث يقوم الجونة السينمائي بدعم صانعي الأفلام والسينما العربية من خلال جائزة منصة الجونة السينمائية وهى منصة إنتاج مشترك هدفها إمداد صانعي الأفلام والمنتجين العرب فرصة لقاء المحترفين العرب والأجانب من أجل تشجيع الإنتاج المشترك ،حيث يتم أختيار أكثر من 15 مشروع للأفلام الخيالية والسينما الوثائقية للمشاركة في المنصة ،وفى النهاية تمنح لجنة التحكيم الجائزة للمشروع الفائز والتى حصل عليها فيلم "كلب ميت" للمخرجة اللبنانية سارة فرانسيس. ومن وجهة نظرى يعد منطلق الجونة السينمائي من أهم الفعاليات التى يقوم بها مهرجان الجونة،بل هو هدف رئيسى من أهم أهداف مهرجان ،لأنه يرعى ويدعم المواهب الواعدة فى السينما المصرية والعربية ،كما أنه يتيح للمخرجين والمنتجين العرب فرص الدعم الفني أو الدعم المادي أو كليهما وفرصة تطوير المشاريع الخاصة بهم والمشاريع قيد الإنتاج. كما جاء اعلان ادارة المهرجان عن فتح باب تقديم الأفلام للمشاركة في الدورة الثانية وحتى 22 يوليو المقبل اشارة جدبدة للنجاح المنتظر ،خاصة بعد أن تم الإعلان عن أن الأفلام المختارة ستتنافس على جوائز يصل مجموع قيمتها إلى 220 ألف دولار أمريكي تمنحها لجان التحكيم للمسابقات الرئيسية الثلاث،وهو ما يؤكد على قوة المنافسة فى ظل حرص الأفلام العالمية على المشاركة فى الفعاليات،كما يساهم أيضا فى اكتشاف أعمال سينمائية جيدة فى ظل رغبه صناعها على المشاركة فى هذا الحدث الفريد. فى النهاية تظل أهم عناصر نجاح المهرجان هى اختيار القائمين عليه بعيدا عن المجاملات،والذين اختارهم المهندس نجيب ساويرس مؤسس المهرجان ،بعناية فائقة ومنحهم حرية العمل وقدم لهم كل الدعم لتحقيق النحاح ،بقيادة المخضرم انتشال التميمي مدير المهرجان،وينضم لهم المخرج أمير رمسيس فى الدورة الثانية كمدير فنى للمهرجان ،وجميع المشاركين فى الفعاليات الذين نجحوا فى أن يجعلوا مهرجان الجونة بمثابة ملتقى رائع لكل محبي وصناع الأفلام السينمائية فى مصر وجميع أنحاء العالم. لمزيد من مقالات محمد مختار أبودياب;