إنقاذ الحياة الحزبية فى أيدى الأحزاب بالاندماج والبرامج القوية أكدت الأحزاب السياسية أن فكرة إنشاء حزب قوى جديد تتوقف على الأفكار والاستراتيجيات لهذا الحزب ، وأنه يجب أولا أن يعاد تنظيم الأحزاب الموجودة على أرض الواقع وتتوحد الأحزاب الضعيفة لتتكتل فى حزب واحد قوي، فلا يعقل أن تكون هناك أحزاب ليس لها ممثلون فى مجلس النواب. وقالت رشا عمار المتحدث الإعلامى لحزب «المحافظين» إن فكرة إنشاء حزب قوى جديد يتوقف على الأفكار والاستراتيجيات لهذا الحزب، بالإضافة إلى دوره فى خدمة المجتمع، وهل سيكون إضافة للحياة السياسية أم سيضاف لقائمة الأحزاب الموجودة بمصر خاصة أن هناك أكثر من 100 حزب معظمها فقط عناوين، لدرجة أن الناس لا يعرفون أسماء الأحزاب فى مصر. وأوضحت أن المناخ السياسى الذى مرت به مصر خلال الفترة الماضية أضعف الأحزاب وأحدث لها عملية «إماتة» شاملة منذ سنة 1952، وهناك جزء تتحمله الأحزاب بمؤسسيها والقائمين عليها، وجزء تتحمله الدولة، مشيرة إلى أن الأحزاب فقدت صلتها الاساسية بالمواطنين لأسباب كثيرة أولها أنها غير قوية بالدرجة اللازمة لتقديم خدمات للمواطنين، وعدم اعتماد الأحزاب على أصحاب الكفاءات وعدم وجود استراتيجية واضحة للأحزاب حتى الأحزاب العريقة، إضافة إلى أن قيادات بعض الأحزاب ليس لديها فكر سياسى قوى مما يؤدى إلى فشلها. وأشارت إلى ضرورة تمكين الأحزاب من القيام بدورها وأن يكون لها دور فعال تتحمله، وأن تتعاون مؤسسات الدولة مع الأحزاب باعتبارها مؤسسات وسطية بين الحكومة والمواطنين. وتساءل أحمد الشاعر المسئول الإعلامى لحزب مستقبل وطن ما المبرر لإنشاء حزب سياسى جديد، هل الأحزاب الموجودة غير كافية، وهل الغرض من إنشاء حزب جديد الوجاهةالاجتماعية؟، مشيرا إلى أنه يجب أن يعاد تنظيم الأحزاب الموجودة على أرض الواقع وتتوحد الأحزاب الضعيفة وتتكتل فى حزب واحد قوي، فلا يعقل أن تكون هناك أحزاب ليس لها ممثلون فى مجلس النواب. ومن جانبه، ذكر النائب الدكتور محمد على القيادى فى ائتلاف «دعم مصر» وعضو اللجنة الاقتصادية بالبرلمان أن وجود أحزاب قوية وحقيقية يثرى الحياة الحزبية والسياسية ، وقد تحدث الكثيرون عن هذه المسألة المهمة ؛ لكن الأحزاب فى مصر حتى الآن لم تؤد دورها المطلوب ، ولم تستطع نيل ثقة المواطن. وأضاف على ل «الأهرام»- أنه رغم وجود أكثر من مائة حزب على الساحة السياسية فإن المواطن، بل المتخصصون أنفسهم لا يعرفون عنها شيئا لأنها أسماء فحسب ؛ دون وجود حقيقى على أرض الواقع مما يؤثر سلبا على الحياة الحزبية ، ويجعل الشباب يرتمون فى أحضان الإرهاب الفكرى. وقال إن السيسى دعا الأحزاب من قبل للاندماج فى ثلاثة أو أربعة أحزاب كبرى بدلا من التفتت ؛ لكن أحدا لم يستجب ، ونشاهد عشرات المسميات الحزبية الهلامية ، ولذا فإن إنقاذ الحياة الحزبية سيكون بيد الأحزاب نفسها وليس بيد الدولة ، لأن عليها أن تتوحد وتندمج فى عدد محدود ببرنامج قوى وفعال يجذب المواطن. وأضاف أن ولادة حزب جديد وقوى ربما يحدث تغييرا فى الواقع الحزبى ويوجد تنافسا حزبيا إيجابيا شريطة وجود برنامج قوى يستجيب لمتطلبات الواقع. ومن جانبه ذكر إبراهيم الشهابى المسئول الإعلامى لحزب الجيل الديمقراطى أن مولد حزب سياسى قوى على الساحة السياسية يتطلب أن يكون لدى هذا الحزب رؤية واضحة لمفاهيم الامن القومى والسيادة الوطنية وأن يتبنى إلى جانب البرامج والشعارات خططا سياسية تستهدف التواصل مع الجماهير وأن تكون بنيته التحتية مرتبطة بالمكون الاجتماعى المصري، وأن يعمل على بناء كوادر سياسية شابة وأن يخوض بنفسه مرحلة تجديد النخبة المصرية وأن يعيد الاعتبار للفروع الثلاثة للحالة الحزبية وهى بناء كوادر تنظيمية، وكوادر سياسية وكوادر من التكنوقراط المتخصصين بحيث يمثل هذا الحزب قاعدة اكثر انتشارا فى المجمتع. وأضاف اتمنى ان تكون هناك اندماجات واسعة فى الحياة الحزبية المصرية لان ذلك بلا شك يصب فى مصلحة الحياة السياسية فى مصر، لكن المحاولات الجارية لدمج الأحزاب محاولات ممكنة نظريا، لكن عمليا يصعب اتمام دمج الأحزاب نتيجة أن البنية التحتية للعمل السياسى الحزبى فى مصر بها أوجه قصور متعددة أهمها عدم قدرة هذه الأحزاب بهياكلها الحزبية وبنيتها الفكرية على التأثير فى المشهد العام فى مصر، بالإضافة إلى تضارب المصالح بين مكونات هذه الأحزاب ، وإذا كان هناك إمكان للدمج فإن ذلك لابد أن يأتى بتوحيد مفاهيم وأفكار هذه الأحزاب وفق أجندة عمل وطنى موحدة.