تزخر شاشات الإنترنت بمقاطع فيديو لإحدى النائبات التونسيات تلقى خطابا شجاعا فى البرلمان موجهة حديثها إلى الإخوان «الخوانجية كما يقول التوانسة» وإلى أصحاب الاتجاهات المتطرفة التونسية ذات الصلة بالتنظيم الدولى للإخوان، وعلى الرغم من المقاطعة المستمرة من رئيس البرلمان للنائبة فإنها أصرت على استكمال كلمتها التى قالت فيها: »أرجوكم كفاكم لعبا على مشاعر التونسيين، فوالله إنى أخجل من إيهامكم للناس بأنكم المتحدثون باسم الإسلام، وأن الإسلام سيذهب بذهابكم، إنا مسلمون من قبلكم، ومسلمون من دونكم، ومسلمون من بعدكم.. فإن كان تمسككم بالسلطة فقط لأجل الإسلام فأنا أقول لكم: اذهبوا واطمئنوا على الإسلام فهو لم يسقط بوفاة سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، فما باله بذهابكم، لا تصدروا عبر صياغة الدستور ممارستكم الإقصائية إلى الأجيال القادمة« ثم قالت النائبة: »اعتبروا مما حصل فى مصر ولا تؤسسوا دستورا يضمن لكم الانفراد بالحكم، لأن ذلك لم ينفع مع غيركم ولن ينفع معكم.. فى عهدكم سمعنا عن جهاد النكاح وفى عهدكم كُفر المعارضون وأُعتدى على السفارات.. كنتم تعارضون إقصاء النظام السابق لخصومه فلما وصلتم للحكم سعيتم إلى إقصاء خصومكم، وكنتم تدعون الدفاع عن الدين ولما وصلتم إلى السلطة تاجرتم بالدين، وكنتم تحتجون وتطالبون بقضاء مستقل فلما وصلتم إلى الحكم وضعتم أيديكم على القضاء واحتجزتم معارضين برأتهم المحاكم« ومضت النائبة التونسية بعد ذلك تعدد جرائم المتطرفين ضد خصومهم السياسيين وعلى رأسهم شكرى بلعيد، ولكن ما يعنينى فى هذا النص التليفزيونى هو أن النائبة لم تجد أمامها مثالا تصور به فظائع الإخوان وجهالاتهم وجمودهم وتسلطهم غير أفعالهم فى مصر، ولم تجد مثلا إلا الدستور الإقصائى الذى صاغه للإخوان فى مصر المستشار حسام الغريانى وتضمنت مداخلاته وآراؤه فى مجلس النواب مواقف مذهلة فى رجعيتها عن المرأة.. تلك المرأة التى كانت أهم ملامح الكرنفال السياسى الشعبى الكبير لتأييد السيسى والتى بوعيها السياسى شطبت اسم الإخوان من سجل مصر الوطنى وطمست تجليات رموزهم ومحاولاتهم إخضاع مصر لوثيقة إقصائية مخيفة اسمها «الدستور» تلك التى صارت بين العالمين مثلا، وعبرة لمن يعتبر فى تونس أو غيرها. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع